د. المسعودي يعقِّب على مقال د. الشويرخ حول تدريب أساتذة الجامعات

ورد بصحيفة الجزيرة العدد 12429 يوم الاثنين الموافق 17- 9-1427هـ مقال بعنوان (تدريب أساتذة الجامعات) للدكتور صالح بن ناصر الشويرخ. وقد ورد في هذا المقال العديد من الإيجابيات التي تؤكد حتمية تدريب أساتذة الجامعات انطلاقاً من الاعتقاد بوجود نقص كبير في تأهيل أساتذة الجامعات وبخاصة في مجال طرق التدريس والقياس والتقويم، وهذه حقيقة مؤكدة وتستدعي ضرورة توجيه البرامج التربوية التدريبية في اتجاهها، مثل استعراض الاتجاهات الحديثة في التدريس على اختلافها، وضرورة الاهتمام بالبحث العلمي وما يرتبط به من برامج تستهدف العمل على رفع كفايات المعلم الجامعي في مجال التمكن من مهارات البحث العلمي في مختلف المجالات، وكذا التمكن من مهارات الإشراف على الرسائل العلمية باعتبارها إحدى وظائف الأستاذ الجامعي.
والملاحظ على هذا المقال الإيجابي والمهم في مجال التنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس عدم التعرض لكثير من الجهود التي تبذلها الجامعات السعودية في هذا الشأن، فعلى سبيل المثال هناك جهود عالية المستوى بذلتها جامعة الملك عبد العزيز في هذا الصدد، حيث أنشأت مركز تطوير التعليم الجامعي منذ عام 1407هـ وهو من المراكز الرائدة التي تتمتع بسمعة طيبة على المستوى المحلي والعالمي، وقد أخذ هذا المركز على عاتقه قضية تطوير التعليم الجامعي في أكثر من منظور، كتدريب أعضاء هيئة التدريس والمحاضرين والمعيدين وطلاب البكالوريوس وطلاب الدراسات العليا في شطري البنين والبنات.
والتنمية المهنية لأعضاء هيئة التدريس باعتبارها القضية المحورية في استمرارية تدفق المعلومات والمستجدات المهنية لأعضاء هيئة التدريس يتم تقديمها من خلال تقديم برامج تدريبية على مدار العام الدراسي وتتناول قضايا متعددة مثل الاتجاهات الحديثة في التدريس ومهارات البحث والإشراف العلمي ومهارات إتقان برامج الكمبيوتر مثل برامج تصميم المواقع التعليمية واستخدام الإنترنت كوسيلة لتحديث المادة العلمية، البوربوينت ومقدمة في التحليل الإحصائي علاوة على كثير من المهارات المرتبطة بإدارة الوقت وضغوط العامل وعملية الاتصال والبرامج الإدارية وغيرها، ويتم تقديم هذه البرامج باستخدام آليات متنوعة مثل ورش العمل، والدورات، وجلسات العصف الذهني وغيرها. هذا وقد تم الاستعانة بأساتذة من الدول الأجنبية ممن يشهد لهم بالكفاءة والتميز في أداء برامج التنمية المهنية على مستوى المراكز العالمية التي تهتم بقضية التميز والإبداع في التدريس الجامعي، وكنتاج للجهود التي بذلت وكضبط لجودة الأداء في هذا الاتجاه، فقد حصل المركز على شهادة الأيزو في جمادى الاخرة عام 1426هـ.
وتجدر الإشارة إلى أن برامج المركز تنطلق من خطة سنوية (فصلان دراسيان) يتم الإعلان عنهما منذ بداية العام الدراسي سواء من خلال النشرات الإعلامية، أو من خلال موقع المركز على شبكة الإنترنت، وذلك في شطري (البنين والبنات)، وجرى العرف على أن تكون هناك بعض البرامج القصيرة التي لا يستغرق تنفيذها أكثر من يوم واحد أو يومين، وهناك دورات متوسطة لا يستغرق تنفيذها أكثر من خمسة أيام وذلك في دورات متخصصة.
ونود الإشارة أيضاً إلى أن وظيفة المركز لا تقتصر على إعطاء دورات تدريبية لأعضاء هيئة التدريس والمعاونين من المحاضرين والمعيدين والطلاب، وإنما تمتد لتشمل تقديم الاستشارات والتسهيلات المختلفة لأعضاء هيئة التدريس علاوة على ترجمة بعض الكتيبات العالمية في مجال التنمية المهنية وإعداد الحقائب التدريبية وتسويق الدورات وغير ذلك من أنشطة متنوعة تضع المركز في مصاف المراكز العالمية.
ولأهمية هذه الدورات فقد اتخذ المجلس العلمي بالجامعة القرار رقم (13) في اجتماعه الأول المنعقد بتاريخ 14-8-1427هـ يتضمن معايير وشروط الحصول على العلاوة الإضافية لحالات المتقدمين للترقية العلمية من أعضاء هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز ومن ضمنها اشتراط الحضور أو المشاركة في برنامجين تربويين على الأقل من البرامج التي يقدمها مركز تطوير التعليم الجامعي أو أي مركز - جهة مماثلة.
ولا شك أن كل ما سبق يشير إلى حتمية تنمية الوعي التدريبي لدى أعضاء هيئة التدريس باعتبار أن ذلك يعد ضرورة عصرية لا تحتمل التأجيل، ويتطلب ذلك الإشارة إلى جهود كثير من المراكز التي تعمل في هذا المضمار والإعلان عما تقدمه من برامج للمعلم الجامعي. والله الموفق.