Al Jazirah NewsPaper Thursday  14/12/2006G Issue 12495مقـالاتالخميس 23 ذو القعدة 1427 هـ  14 ديسمبر2006 م   العدد  12495
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

فيض الضمير
عدن.. جنة الأرض الواعدة (3 - 3)
طموحات الاستثمار ونموذج المنطقة الحرة
د. محمد أبوبكر حميد

تجولت في عدن، ونظرت إلى كل شيء فيها بعين المستذكر للماضي، الواعي بالحاضر، المستشرف للمستقبل، فرأيت كل شيء فيها واعداً، وقلت في نفسي وأنا استعرض تجربة دبي ومعجزتها الاقتصادية، أن عدن تمتلك مقومات النهوض أكثر مما تمتلكه دبي، لقد بدأت دبي من الصفر بعد أن كسرت حاجز الاتكال على النفط الذي يشكل 30% فقط من دخلها القومي، واعتمدت على تنويع مصادر الدخل، وتوفير البيئة الجاذبة للاستثمار، وتوجت دبي تجربتها الاقتصادية الناجحة بالدخول من مشروعات المناطق الحرة بدءاً بمنطقة جبل علي سنة 1985م تلتها عدة مناطق حرة على مستوى دولة الإمارات يزيد الآن حجم التجارة فيها على عشرة مليارات دولار.
وعدن تمتلك من الإمكانات والعوامل ما لا تملكه دبي، بل إن هذه العوامل تؤهلها اليوم أن تستعيد عرشها القديم حين كانت أقدم وأهم ميناء حر في العالم قبل سنغافورة وهونج كونج ودبي، ويمكن حصر هذه العوامل في ثلاثة جوانب رئيسة:
أولاً: عوامل التاريخ: إن عدن من حيث الوجود التاريخي تعدُّ من أقدم مدن الجزيرة العربية، وكانت طريقاً للتجارة منذ عصور ما قبل الإسلام، واستمرت بعده، ولم يكن عبثاً أن يحتل الإنجليز عدن سنة 1830م في مرحلة مبكرة من تاريخ الاستعمار الأوروبي للبلاد العربية، فقد أدرك الاستعمار أهمية موقع عدن الإستراتيجي بعد اكتشاف السفن البخارية في مطلع القرن التاسع عشر، وانتعاش حركة الملاحة في البحر الأحمر، وكان الإعلان عن عدن ميناءً حراً سنة 1850م قد سبق افتتاح قناة السويس سنة 1869م، ولعله كان تمهيداً لهذا الحدث التاريخي الكبير في سجل الملاحة الدولية والتجارة العالمية تضاعفت به أهمية عدن، إذ لم تعد عدن منطلق الاتصال بالمستعمرات البريطانية في الشرق وبخاصة الهند بل أصبحت بعد فتح قناة السويس محطة وقوف وعبور للسفن القادمة والمنطلقة إلى الشرق والغرب على السواء. وهكذا نجد أن حقائق التاريخ تقول إن عدن كانت محط أنظار العالم، ومركز جذب للبشر من كل الأجناس مثلما نراه في دبي الآن، وإن ما كتبه الرحالة والمغامرون ورجال السياسة المستعمرون ورجال الأعمال عن عدن باللغات المختلفة يؤلف مكتبة ضخمة، وهو مشروع جليل تقوم به حالياً جامعة عدن ومطبعتها، وتاريخ لا يملكه أي ميناء في المنطقة العربية.
ثانياً: حقائق الجغرافيا: تختلف عدن عن دبي، فدبي تطل على بحيرة مغلقة في الخليج العربي ومنفذها الوحيد مضيق هرمز، أما عدن فتتمتع بعمق في البر والبحر، فشاطئها مفتوح على المحيط الهندي ومساحتها تمتد إلى عمق بعيد في الأراضي اليمنية، وتضاريس شواطئها خلجان ومنتجعات طبيعية لا دخل لصناعة الإنسان فيها، وجبال بركانية ساترة تحميها من ظهرها، فضلاً عمَّا تتميز به عدن من مناخ معتدل رائع في الشتاء. كل هذه العوامل إذا ما تم استغلالها استغلالاً كاملاً بإعداد شواطئ عدن للسياحة العالمية وفتح باب الاستثمار لرؤوس الأموال العربية والأجنبية فيها سياحياً بتوفير البيئة والحماية والضمانات الكافية للاستثمار لأصبحت عدن كنز اليمن وقبلة السياحة العربية والأجنبية، وتفوقت في دخلها من السياحة وحدها على ما تحققه دبي الآن رغم إمكاناتها الجغرافية المحدودة.
ثالثاً: فرص الإستراتيجيا: موقع عدن الإستراتيجي يتيح لليمن فرصاً ثمينة للاستثمار في كل المجالات بإعلان عدن منطقة حرة وإعداد ميناء عدن إعداداً كاملاً للتجارة العالمية، وفتح مطار عدن للملاحة الدولية، وهذا ما يتم الإعداد له حالياً. واعتقد أن الاستقرار السياسي والأمني في اليمن بشكل عام وعدن بشكل خاص، والخطوات الجادة التي تتخذها اليمن في الإصلاح الاقتصادي والعمل على ملاءمة أنظمتها لمثيلاتها في دول الجوار وتوظيف إمكاناتها الاقتصادية وما حصلت عليه من دعم في مؤتمر المانحين، كل ذلك يجعل اليمن مؤهلاً للانضمام إلى شقيقاتها في دول مجلس التعاون.
ولا شك أن فتح عدن ميناءً عالمياً ومنطقة حرة سيكون له الأثر الإيجابي في جذب الاستثمار وتوفير الوظائف وإيجاد مزايا للاقتصاد الداخلي تقترب بمستوى دخل الفرد من مستويات دول الجوار. ولا شك أن دول الجوار السعودي والخليجي ستجد ميناء عدن بوابتها الكبرى إلى عالم التجارة الدولية، ولن تتردد في الدفع باستثماراتها فيها. وعلى اليمن من جانبها أن تقدم التسهيلات اللازمة بالقوانين الواضحة والإجراءات الميسرة، وتذليل العقبات أمام المستثمر بالاستفادة من تجربة دبي، كالإعفاء التام من الضرائب والرسوم الجمركية، وحرية تحويل الأرباح وأصول الاستثمار إلى الخارج، وإعفاء الواردات من السلع الغذائية والسلع الوسيطة المستخدمة في الصناعات المحلية، إضافة لرسوم جمركية على السلع الأخرى بحد أقصى 5%، وقد جذبت هذه التسهيلات لدولة الإمارات في العام الماضي 2005م أكثر من 15 مليار دولار. وكما تحتل دبي الآن المركز الأول بين إمارات الدولة في التنويع الاقتصادي، تستطيع عدن أن تحتل المركز الأول لا على مستوى اليمن بل على مستوى منطقة الجزيرة والخليج لأنها بوابته على العالم اقتصادياً وإستراتيجياً.
وغادرت عدن والناس تعيش على هذا (الأمل) الذي كان حلماً ثم تحول إلى (طموح) بعد (الوحدة)، والآن يرون أنفسهم منه قاب قوسين أو أدنى، فمن المنتظر أن يتحقق في هذه الفترة الرئاسية التي أعيد فيها انتخاب الرئيس علي عبدالله صالح الذي يسير الآن بخطى حثيثة وواثقة نحو الإصلاح الاقتصادي، ورفع مستوى معيشة الفرد، والانفتاح الاستثماري على العالم، ثم الانضمام باليمن لموكب الإخاء والرخاء مع شقيقاتها في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بتوفيق الله.

hemaid1425@yahoo.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved