| |
إلى المكررين لفريضة الحج! خلوفة بن محمد آل زيدان / الرياض
|
|
ليس من السهولة بمكان أن يفرض الحج على الأمة كل عام وقد أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام من سأله. أكل عام يا رسول الله فقال لو قلت نعم لوجب كل عام ولما استطعتم ولكن في العمر مرة. أو كما قال عليه الصلاة والسلام. إن هذه الشريعة بها من التيسير والسهولة ما يجعل المسلم يحمد الله كثيراً أن جعله من أمة الإسلام واتباع رسوله عليه السلام، إلا أن كثيراً من المسلمين شددوا على أنفسهم وإخوانهم ليصبح التنافس في الحج في عدد مرات الأداء لا كيفيه الأداء. فهذا حج سبعين مرة وآخر حج أكثر من خمسين مرة وثالث ثلاثين وهكذا.. ومعلوم أن الإسلام رغب (مجرد ترغيب) في المتابعة بين الحج والعمرة، ولكن ليس كل عام، مع مراعاة أحوال الناس الذين لم يؤدوا الركن. إن ما شهده العالم بأسره من إقبال على الإسلام وزيادة الراغبين في إكمال أحد أركان دينهم يجعلنا نراجع الحساب في عدد مرات الحج، إذ العبرة ليست بالكم ولكن بالكيف.. لأن الكم هنا مرغب فيه.. وليس بأمر لازم إذ أشار الرسول بقوله بل في العمر مرة إشارة إلى أن الكم قليل جداً، وقال في حديث آخر: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) إشارة إلى الكيف وأنه مهم جداً. المشاعر عموماً تقع بين سلسلة من الجبال الوعرة وليس بالإمكان هدّ هذه الجبال الشاهقة لتتسع لكل من قال (مافيه إلا أنا يحج). أكثر من مليون حاج سنوياً سبق لهم الحج أكثر من مرة وهو أمر معلوم مما جعل الجهات المسؤولة تقيد الأمر بلزوم الحصول على تصريح للحج للمواطنين والمقيمين. ومع هذا ما زال هناك من يتحايل حتى يكرر الحج. وإني والله أخشى على هؤلاء من الإثم، حيث إن ملايين المسلمين في بقاع شتى ما زالوا يتشوقون إلى زيارة هذه الأرض الطيبة لأداء مناسك الحج، منهم من ينتظر السنين الطوال لينال هذا الشرف وهناك من المسلمين من يحرم إخوانه هذا الفضل إذ يرى أنه لزاماً عليه أن يكون مع (البشكة) وقد سمعت من يقول: (نحن نأخذ الحج كل عام مجرد تغيير جو وتمشية). وقد يرى البعض أنه حرمان له من الأجر فأقول أعظم الأجر أن يراعي المسلم حاجة إخوانه لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. إنني أرى مع الأسف تقصيراً واضحاً من جهات شتى لإيضاح هذا الأمر للناس.. وأنه من الواجب التواصي بين الناس لأن هناك الملايين من المسلمين لم ينالوا حقهم في هذا الأمر وحتى لا نحرم من ينتظرون السنوات الطوال لأداء ركن الإسلام الخامس. قال الله جلّ وعلا: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.
|
|
|
| |
|