| |
فقر المشاعر عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي/ بريدة
|
|
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد في كتابه فقر المشاعر إن الإنسان مركب من جسد وروح ومشاعر، فليس جماداً أصم وليست حاجته قاصرة على الطعام والشراب فحسب، بل هو محتاج مع ذلك إلى غذاء عقله وروحه ومشاعره. ويلاحظ في حياتنا اليومية أننا نعاني من فقر المشاعر الإنسانية الصادقة المعتدلة فتجد من الناس من هو جاف لا تكاد تحظى منه بكلمة شكر أو ابتسامة محب أو دعوة مخلص. فنحن بحاجة ماسة إلى كمية من المشاعر الصادقة حتى نحفظ الود بيننا ونبعد عنا شبح الأوهام التي تعترينا، ولأجل أن تكون حياتنا مليئة بالمسرات بعيدة عن المكدرات والمنغصات. وإن المتأمل في حياتنا ليرى عجباً؛ فلغة المشاعر التي تضفي علينا الدفء في قر الشتاء وتهب علينا بالنسيم العليل في حر الهجير تكاد تنقرض عند فئام من الناس في هذه الأزمان. كيف يكون ذلك ونحن نتفيأ ظلال دين عظيم يرعى هذا الجانب حق رعايته ويحذر من أن تتضاءل تلك العواطف النبيلة فيضيع بسبب ذلك من حقائق الشريعة وعزة أهلها ما يضيع. من هنا جاء الإسلام بما يربي تلك المعاني ويحييها في النفوس فنصوص الوحيين التي لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا واحاطت بها إجمالاً أو تفصيلاً مليئة بتقرير تلك المعاني السامية التي تنهض بالمشاعر وتقضي على روح الأثرة والقسوة والغلظة والكزازة.
|
|
|
| |
|