| |
ما الجديد في سلاح إسرائيل النووي؟
|
|
في أقل من أسبوع أقر إسرائيليون وبعض الأمريكيين بأن إسرائيل تملك أسلحة نووية، والأمر ليس سراً، ويعرفه الجميع منذ العام 1986 عندما قام المهندس النووي الإسرائيلي مردخاي فانونو بكشف حجم البرنامج النووي أمام صحيفة بريطانية، ومع ذلك ظلت إسرائيل تنفي المسألة، إلى أن (فجرها) مجدداً مساء الاثنين الماضي رئيس وزرائها يهودا أولمرت في مقابلة تلفازية. وفي الواقع فإن الإقرار بذلك أو عدمه لن يغير من الأمر شيئاً، فحتى لو امتلكت إسرائيل ما يعادل كل الأسلحة النووية في العالم فستظل بمنأى عن المساءلة والملاحقة، ووقائع الأحوال وممارسات إسرائيل في المنطقة تثبت دائما أنها ليست تلك الدولة التي يتم إخضاعها للاستجواب أو التحقيق حتى عندما ترتكب أفظع المذابح في فلسطين أو لبنان أو أينما كان. ولهذا فإن الضجة التي أعقبت تصريحات أولمرت عن السلاح النووي هي على الأرجح ليست لكونه كشف عن سر نووي دفين، وإنما تأتي في سياق الصراعات الداخلية الإسرائيلية والتوازنات بين القوى السياسية، إذ إن الأمر لم يعد سراً، حتى هذا الكشف لن يضر بوضعية إسرائيل بأي شكل كان. فعلى سبيل المثال فقد قال شيمون بيريز، وهو نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، قبل بضعة أيام إن (إسرائيل ليست ملزمة أن تقول أو لا تقول ما إذا كنا نملك أسلحة نووية). وهو يرى أن المخاوف من سلاح نووي إسرائيلي تشكل بحد ذاتها عنصر ردع لمن يستهدفها. فالأزمة المفتعلة حول تصريحات أولمرت، هي شأن داخلي إسرائيلي، حيث لن تدفع التصريحات أحداً من بين أعضاء الأسرة الدولية إلى المطالبة بالنبش في البرنامج النووي الإسرائيلي بغرض معاقبة إسرائيل، أو تحجيم قدراتها النووية. وتعكس هذه الوضعية الاستثنائية لإسرائيل في المحيط الدولي أزمة أخلاق عالمية، هي المسؤولة تحديداً مما تعانيه البشرية من الكثير من المصاعب التي تبدو بعضها مذهلة حقيقية، فمع ظهور حقائق الظلم بكل وضوح فإن العقاب لا يقع على الظالم، بل في الغالب فإن المظلوم هو الذي يتحمل ما يقع عليه ويُطالب بالمزيد من الخضوع. إن عقلية هكذا تتحكم في العالم إنما تنذر بشر عميم، ووفقاً لهذا الفهم، فإن إسرائيل بقنابلها النووية الـ200 ومع احتلالها لأراض عدة دول عربية، هي دائماً المبرأة من كل ذنب، وهي لذلك تستمر في عنجهيتها وتعنتها رافضة مبادرات السلام الواحدة تلو الأخرى، ومع ذلك فإن الفلسطينيين الذين يطالبون بالسلام وبأرضهم وحقوقهم هم دائماً في خانة الإرهابيين لأنهم أحياناً (يتجرؤون) على رد الصاع صاعين لإسرائيل، عندما تقتل بضعة أطفال ونساء منهم.
|
|
|
| |
|