| |
الرجل والدمعة الساخنة المقدم صيدلي/ الجبيري بن شلاش الجبيري - جدة
|
|
تعتبر القصص مصدراً مفيداً لأخذ العبر والدروس فهي تجارب أمم سابقة وأناس أحسنوا التصرف فنتبع طريقتهم أو أساؤوا فنتجنب الوقوع بما وقعوا وأقل ما فيها ان تزيد من رصيدنا الثقافي والاجتماعي فهذه القصة التي سأوردها لكم لم ولن أمِلْ قراءتها ففيها من العبر الكثير. فقد استيقظ الرجل يوماً على ساعي البريد وهو يسلمه الرسالة فبعد ان فتحها وقرأ ما فيها نزلت منه (دمعة ساخنة) مما أثار تساؤل زوجته عن سر هذه الرسالة فقال لها إنها رسالة من أحب الناس إليّ فقد ذهبت إليها لأدعوها إلى قبول دعوتي لها لوجبة العشاء فرأيت الفرحة في عينيها ولكنها قالت سأذهب معك على أن أكون أنا التي أسدد قيمة العشاء ولكني أصررت أن أكون أنا الداعي بهذه الليلة، فقبلت على شرط أن أقبل منها دعوى أخرى، وعند حضوري لبيتها في تلك الليلة لاصطحابها الى المطعم وجدتها ترتدي ذاك اللباس الذي لم تكن ترتديه إلا في المناسبات المهمة والسعيدة فقط، وعيناها معلقة النظر بي دائماً وعند دخولنا المطعم جلسنا على الطاولة متقابلين وأعطى مضيف المطعم كلا منا قائمة الطعام فمدت يدها إلى حقيبتها لتخرج نظارة أصبحت تستخدمها. ولكن قالت: للأسف نسيت نظارتي فهل تختار لي كما كنت أنا أختار لك في الماضي.. فتبسمنا سويا وقضينا ليلتنا نتجاذب أطراف الحديث وأجمله ونسترجع الذكريات الجميلة ثم توجهنا إلى منزلها فودعتها على أمل أن ألقاها في وقت لاحق وهي تتابعني بنظراتها المبتسمة إلى أن غادرت إلى بيتي. وهأنذا استلم اليوم رسالة منها وهي تقول لي: إني أشكرك عميق الشكر فقد أرجعتني إلى الحياة ومنحتني دقائق سعيدة جداً فأرجو أن تصلك رسالتي هذه وأنت تنعم بصحة وعافية وأن تقبل مني بطاقتين لتناول العشاء في نفس المطعم ولن أكون معك لأني قد غادرت هذه الدنيا. المحبة لك دائماً.. أمك.
|
|
|
| |
|