| |
ثمة... خيط لا تخطئه العين ندى الفايز
|
|
تكشف الدراسة التي نشرها معهد الولايات المتحدة للسلام بعنوان (السيناريوهات) المستقبلية لحركة التمرد بالعراق (في أكتوبر 2006 وبرقم 147) التي أعدها آلان شوارتز وتوضح السيناريوهات الخمسة المحتملة لمستقبل العراق التي رسمت من منظور أمريكي بحت وأرى أنها تكشف بوضوح كامل أن الولايات المتحدة تريد حفظ ماء وجهها بالعراق وتهيئة أرضية انسحاب للجيش الأمريكي عبر المراهنة على تدخل دول في المنطقة لدعم مليشيات السنية ودعم إيران للمليشيات الشيعية وتحويل العراق إلى مسرح أحداث يمكن من خلاله تشجيع الدول الأخرى بإقامة حروب بالوكالة بالأراضي العراقية من خلال دعم الطوائف والفرق المتعددة مثل السنة والشيعة والأكراد وغيرهم والمراهنة على النزاعات الطائفية ونشوب التطهير العرقي بين الفصائل التي يتصور أنها سوف تجر دول المنطقة العربية. تلك الدراسة وغيرها من الدراسات الأمريكية لا يملك القارئ العربي فطنا كان أم غير فطن سوى التعجب من العقلية التي ما زالت أمريكا تفكر وتخطط بها وكأن العالم العربي قطيع من الغنم مهيأ لهز الرؤوس بالموافقة والتبعية العمياء دون تفكير، ولا أدري كذلك كيف تملك الولايات المتحدة الجرأة رغم تاريخها الأسود بالمنطقة والذي لم ينس ولا يمكن أن يمحى من الذاكرة ومع ذلك تتصور أنه من الممكن جر الدول العربية إلى العراق التي يعرف رجل الشارع البسيط قبل السياسي المحنك أنه من الحكمة دعم استقرار العراق والوحدة الوطنية وعدم إثارة أو تغذية الفصائل والطوائف التي يحرص المحتل على مر التاريخ على إثارتها أو حتى زرعها إن لم تكن موجودة، ومن الواجب إعادة جميع الفرقاء العراقيين إلى مائدة المفاوضات والوصول إلى حلول سلمية تحقن الدم بل توقف حمامات الدم بالعراق الشقيق، الأمر الذي أصبح مفهوماً لدى رجل الشارع البسيط خاصة بعد أحداث اجتياح العراق للكويت وكذلك أحداث أفغانستان وحربها مع الاتحاد السوفيتي، آنذاك وكيف استخدمت أفغانستان فيما بعد مسرحاً استخبارياً لتدريب وإعداد العديد من فرق الموت (الوحدات الانتحارية) والجماعات الإرهابية ومن ثم نسبهم إلى الدول العربية لا إلى أمريكا نفسها التي قامت بإعدادهم وتدريبهم وإطلاقهم على العالم حتى وصل العالم إلى ما وصل إليه من دمار وفتن. ومن جهة وثيقة الصلة بالموضوع فقد قدمت لجنة بيكر - هاميلتون دراستها في الأسبوع المنصرف عن الوضع في العراق إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش والذي جاءت التوصية الأساسية بالدراسة تحث على ضرورة سحب معظم القوات الأمريكية، خصوصا المقاتلة منها مع بداية العام 2008م في حين يبقى بعض التواجد الأمريكي العسكري فيه، في خضم ذلك يجب تغيير الأهداف العسكرية الأمريكية في العراق، بحيث تكون مبنية على أساس دعم القوات العراقية، وعلى أساس الانسحاب من بلاد الرافدين، كما تحدثت تلك الدراسة عن أن الوضع في العراق يتدهور بسرعة، ويجب أن تشارك الدول المجاورة للعراق، بما في ذلك سورية وإيران ومصر وكذلك الدول الخليجية!! وعليه فمن الواضع أن لسان حال تلك الدراسات الأمريكية الاستراتيجية وغيرها تقول إن مهمة الرئيس الأمريكي وحزب المحافظون الجدد بالعراق قد انتهت أو بالأصح فإنها قد فشلت بعد أن حولت العراق إلى فرق وفصائل متناحرة بعيدة عن الديمقراطية المزعومة التي كانت الولايات المتحدة تتشدق بها بعد أن أصبح المواطن العربي أكثر وعياً وتمسكاً بقيادته خاصة وأن من الواضح أن هناك تبديلاً استراتيجياً بالاستراتيجيات الأمريكية التي تحاول من خلاله إرغام الدول العربية على الدخول إلى العراق وتغذية الفصائل المتناحرة عبر المراهنة الخاسرة على شيوع الميل لدى العرب والمسلمين إلى فصائلهم وقبائلهم عوضا عن المصالحة والوحدة الوطنية بالعراق والمنطقة بالكامل، وذلك عبر استعادة غير محمودة للعبة سياسية قديمة دائما ما يرميها المحتل قبل مغادرته وبات الجميع على اختلاف مشاربهم يعرفون نهايتها الدموية ولا يريدون اللعب بها إطلاقاً!! من جهة وثيقة الصلة بالموضوع يقف المتابع للتصريحات السعودية على حقيقة الموقف السعودي بالكامل الذي أخذ بعين الاعتبار كل تلك الخلفيات والتقاطعات التي تعصف بالعراق والوحدة الوطنية العراقية وأثرها على المنطقة بالكامل، وعليه جاءت تصريحات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده مؤكدة على أهمية دعم وحدة العراق وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه، كما أكد سمو وزير الداخلية الأمير نايف في أكثر من تصريح أن السعودية تريد وقف نار الفتنة والحروب الطائفية، كما لا تريد أن يتحول العراق إلى بؤرة إرهاب، ويتوجب عدم السماح للمغرر بهم بالتسلل لأراضي العراقية والمشاركة بالنفس أو المال في تلك الحروب الطاحنة والمقيتة.
nada@journalist.com |
|
|
| |
|