| |
المجلس الخليجي في مجاله العربي
|
|
يواجه الإقليم الخليجي، كجزء هام من المنطقة العربية، العديد من المشاكل والمعضلات السياسية التي تهدِّد أمنه الإقليمي، والأمن القومي العربي بشكل عام .. فمن العراق يُخشى أن تنطلق شرارة الفتنة الطائفية والمذهبية، التي إنْ أُضرمت نارها فلن يكون أحدٌ من جيرانه بمعزل عن لهيبها وآثارها المدمِّرة. وفي الأراضي الفلسطينية تمارس إسرائيل هواياتها العنصرية، باضطهاد الشعب الفلسطيني وقتله، واهتضام ومصادرة حقوقه المشروعة .. وإشكاليات دارفور والصومال وغيرها من القضايا الشائكة، وآخرها ما يجري في لبنان، وما يحدث به من تسييس الشارع طائفياً، مما يعتبر من المهدّدات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، وقد كان أبلغ توصيف لحال المنطقة العربية - والخليج جزءٌ منها، ويتأثّر بما يحدث بها بشكل مباشر - ما جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته أمام القمة السابعة والعشرين لمجلس التعاون الخليجي في الرياض، حيث وصف - حفظه الله - الواقع الحالي بالخزان المليء بالبارود، والمهدَّد بالانفجار في أي لحظة يصدر فيها قرار تفجيره، وذلك ما أتبعه المليك بدعوة لأعضاء مجلس التعاون من أجل التوحُّد والتكاتف كصف واحد لتحمُّل المسئولية التاريخية والإنسانية، في دعم إخوانهم بالعالميْن العربي والإسلامي .. فإنْ كانت الدولة القطرية أضحت غير قادرة على العمل بمعزل عن ما يحيط بها من دول، فإنّ التكتُّلات الإقليمية كمجلس التعاون الخليجي أيضاً، تعتبر جزءاً من منظومات إقليمية ودولية تتأثّر بها، وتتبادل التأثير السياسي معها في كلِّ المجالات، وهذا ما يرتِّب على أعضاء المجلس الخليجي مهام ومسئوليات جمّة لمواجهة التحديات والمهدِّدات المحدقة بالفضاء الخليجي والعربي العام، وذلك ما يمكن تحقيقه من خلال العمل على تسريع مشاريع الاندماج بين دول المجلس، لتأكيد ديمومته الإقليمية، واستمراريته السياسية كتكتُّل خليجي داعم للقضايا العربية والإسلامية، ومُدافع عن المصلحة العليا للأُسرة الخليجية، في وجه المطامع الإقليمية والدولية بخيرات الخليج التي أصبحت مطمعاً لكثير من الدول الطامحة في المنطقة، في إطار مجتمع دولي أضحت التغييرات السياسية لخرائط الدول وإحداث القلاقل الأمنية بداخلها من خلال قرارات قادمة من الخارج أهم سماته ومميّزاته الحالية.
|
|
|
| |
|