أورد الثعالبي في كتابه (اللطائف والظرائف) في مدح القناعة، قول ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى: { فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: 97) هي القناعة.
وقال بعض الحكماء لابنه: يا بني، العبد حر إذا قنع والحر عبد إذا طمع.
قال أبو العتاهية:
إن كان لا يغنيك ما يكفيكا |
فكلُّ ما في الأرض لا يغنيكا |
وقال أيضاً:
قنِّع النفس بالكفاف وإلاّ |
ولغيره:
إذا شئت أن تحيا سعيدا فلا تكنْ |
على حالةٍ إلا رضيت بدونها |
ومن طلب العليا من العيش لم يزلْ |
حقيراً وفي الدنيا أسيرُ غبونها |
وقال آخر:
وجاء في ذم القناعة: من اتخذ القناعة صناعة تلحف بالخمول وفاتته معالي الامور. وقيل: البركات حيث الحركات.
قال رجل لمعروف الكرخي - رحمه الله -: أأتحرك في طلب الرزق أم أجري في طريق القناعة؟ فقال: تحرك فإن الله قال لمريم عليها السلام: {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا} (مريم: 25)، ولو شاء الله أن ينزله من غير أن تسعى في هزّ النخلة لفعل.
وقد نظم هذا المعنى من قال:
وهُزي إليك الجذع يسّاقط الرُطبْ |
ولو شاء أن تجنيه من غير هزِّها |
قيل: إن القناعة من صغر النفس وقصر الهمة وضعف الغريزة.
قال الرافعي من قصيدة له:
وطول التّململ فوق الفراشِ |
ستبلغُها فتُرى ذا انتعاشِ |
فقلتُ: القناعة طبعُ المواشي |
وأختم بالمثل المشهور: القناعة كنزٌ لا يفنى!!
إعداد: د. زيد بن محمد الرماني عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|