| |
مركاز خطوة حضارية حسين علي حسين
|
|
كنت دائماً على اعتقاد بأن من يخدم مثقفاً يجب ألا يطلب أو ينتظر الشكر منه، وبأن من يقدم الخدمة - إذا كان مثقفاً - فإنه غالباً ما يقدم طبخة تحتاج إلى بعض الملح؛ فالفوضى في المقدم والمقدمة إليه سمة عامة، وهي من صفات الفنانين عموماً، يقدمون الفسيخ ويطلبون من الناس أن يثنوا على الشربات أو العصير الذي قدموه لهم! وما حدث خلال الأسبوع الثقافي السعودي في مصر شيء من هذا أو ذاك؛ فقد نسينا الأشياء الجميلة والمؤثرة التي قدمت، وتذكرنا ما لم يقدم لنا كأشخاص؛ فأقام بعضنا مشنقة للقائمين على الأسبوع، لمجرد أن هؤلاء الآحاد لم يحصلوا على مقعد في الدرجة الأولى، أو لم يلبَّ طلبهم في اختيار مدينة معينة لإقامة مشاركتهم أو أمسيتهم! أقول هذا الكلام رغم أنني لم أكن من الرابحين في هذه المشاركة؛ فلم أحصل على أي ميزة لم يحصل عليها غيري، حتى وإن كانت ميزة سلبية، لكنني أحب أن أهدي الفضل لأهله، حتى وإن كان دون آمالهم وآمالي وآمال المشاركين والجمهور، لكنه - أي الأسبوع - كان خطوة حضارية تحسب لوزارة الثقافة والإعلام في بلادنا؛ فقد شاهدت وتحدثت واستمعت لأول مرة ومباشرة إلى المرأة السعودية، أديبة ومثقفة وفنانة. لقد قرأت في صحفنا وسمعت في القاهرة والإسكندرية احتجاجات كثيرة من بعض المشاركين رجالاً ونساءً؛ فهناك من يشتكي من قلة الحضور، وهناك من يشتكي من إهمال المنظمين له، بل إن بعض الزملاء كان يسأل عن من يقوم نيابة عنه بمراجعة مكتب السفريات! ولم يدرك أحد أن المسؤول عن الدعاية هو الجهة الداعية، وهي وزارة الثقافة المصرية، وإليها يعود القصور في عدم دعوة الكتاب والمثقفين المصريين، وقد كان هذا واضحاً في الفعاليات التي أقيمت في القاهرة؛ فقد كانت الدعاية في الصحف والتلفزيون والإذاعة المصرية شبه غائبة، وهي موجودة فقط، وعلى استحياء، أمام بعض المولات التجارية! هذه نقطة. أما النقطة الثانية فهي أن العواصم وسكانها في كل مكان، لديهم ما يشغلهم عن مشاهدة محاضرة أو أمسية قصصية أو رقصة شعبية؛ لذلك فإن الحضور في العواصم غالباً ما يكون محدوداً، وانظروا إلى حجم الحضور في الأسابيع الثقافية العربية والإسلامية التي نظمت في الرياض، وآخرها الأسبوع الثقافي التونسي (آخر محاضرة عقدت فيه لم يتعد حضورها عشرة أشخاص!)، أما خارج العاصمة المصرية، فقد كان الحضور جيداً، وإن غابت عنه وسائل الإعلام المصرية، وهي حالة استعلاء، لا معنى لها ولا تتوازى مع المشاعر الدافئة للحضور، الذين قابلونا وجلسوا معنا واستمعوا إلى ما قلنا وعرضنا، وهو كثير! لقد كان وكيل وزارة الثقافة والإعلام لشؤون العلاقات الثقافية الخارجية الدكتور أبو بكر باقادر حاضراً طوال الأيام في القاهرة والإسكندرية، وكان معنا مستمعاً ومناقشاً ومعترفاً بأوجه القصور التي شابت بعض الفعاليات، خاصة أننا لم نألف فعاليات بهذه الضخامة والتنوع، وخاصة أيضاً أننا حديثو عهد بفعاليات كهذه؛ فقد صمنا على شاعر أو اثنين يحتكرون تمثيلنا الخارجي، وأفطرنا على بوفيه مفتوح مليء بما لذ وطاب!! لقد انتهى الأسبوع الثقافي الآن، وعلينا أن نخطط من الآن - أيضاً - لما هو قادم، ومن ذلك إشراك كافة المشاركين في تقديم تقويم كامل يتضمن كافة الملاحظات؛ فهذا من شأنه المساعدة في تلافي أوجه القصور مستقبلاً. هذه الخطوة كان من المفروض الحصول عليها قبل مغادرة كل مشارك وهي خطوة غابت عن المنظمين، ومن ذلك أيضاً طلب المساعدة في حالة المشاركة الخارجية من شركة أو شركات متخصصة في العلاقات العامة لتتولى الدعاية والإعلان ودعوة قائمة مختارة من كتاب ومثقفي البلد المضيف، وكذلك مساعدة المشاركين في تأمين حاجاتهم، ومن أبرزها التجول والسكن وحجوزات السفر. أما النقطة الأهم فهي النظر للمشاركين نظرة واحدة؛ فلا يوجد ضيف درجة سياحية وضيف درجة أولى!!
فاكس 2054137
taiba1989@hotmail.com |
|
|
| |
|