| |
استثمار أفضل ما في لبنان لخير لبنان
|
|
كل الأنظار ترقب برميل البارود الذي يخشى انفجاره في أي لحظة بلبنان، وفي الذهن دائماً أحداث مريرة لا تبرح الذاكرة عن حرب الـ 15 عاماً، ولهذا فقد أمسك الجميع أنفاسهم عندما حدث اشتباك في بيروت يوم الأحد راح ضحيته أحد المتظاهرين، لكن الجميع تنفسوا الصعداء بعد تطمينات سمعوها من مختلف الزعامات بأن الحادث لن يؤثر في الوضع مع دعوات إلى أنصارهم بالتزام الهدوء.. ومع ذلك فلا شيء يضمن عدم تكرار ما حدث، ومن الخير أن يعمل الجميع من أجل تدابير وقائية تحبط أي نوايا باتجاه التصعيد، والكل يعلم أن الحشود المتزايدة في ساحات وسط بيروت قد تشعل الشرارة الأولى لتفجير الوضع، ولهذا فإن خطوات التهدئة لا بد أن تبدأ من حيث تتوفر احتمالات تفجير الوضع.. فالاعتصام الذي يدخله اليوم يومه السادس هو ادعى لانفلات المشاعر والانزلاق إلى مواجهات بطريقة جماعية غوغائية لمجرد تسرب أي شائعات هنا أو هناك، ومعلوم أن الحشود تنقاد بطريقة جماعية لا عقلانية، ولذلك فإن النتائج الكارثية، هي الأمر المتوقع لأي فوضى قد تبدأ في هذه المواقع الملتهبة خصوصاً أن النفوس مشحونة مسبقاً بأحقاد، وأن الغليان الداخلي يتعاظم مهما أبدى البعض قدراً من رباطة جأش أو الظهور بمظهر المسيطرين على زمام الأمور.. ولهذا فإن الساحة اللبنانية ممثلة بكافة زعاماتها ورموزها القيادية مطالبة بالتجاوب مع الدعوات التي تستهدف التهدئة من دول شقيقة وحريصة على سلامة لبنان، وقد جاءت دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز إلى اللبنانيين جميعهم إلى وحدة الصف في إطار هذا الحرص كما صدرت دعوات مماثلة من معظم الدول العربية ومن جامعة الدول العربية.. وهناك الكثيرون الذين يعملون من أجل تأجيج نيران الخلافات، وقد وجدوا في لبنان ضالتهم، وهم لن يفوتوا هذه الفرصة، ولهذا فإن الوعي السياسي الذي يتميز به اللبنانيون ينبغي تفعيله لإحباط عوامل التفجير.. كما أن الأوضاع الإقليمية والدولية تحتم الركون إلى التهدئة، فالمؤامرات تحيط بكامل أجزاء المنطقة العربية، ومن ثم فإن أي مواجهة في لبنان ستعجل بتنفيذ المخططات التي تستهدف دول المنطقة، وتقسيمها والانفراد بجزئياتها المتهالكة الضعيفة.. لقد مثل لبنان طوال تاريخه نموذجاً طيباً في الكثير من المجالات، على الرغم من الإخفاقات التي ظهرت أحياناً، لكنه عرف فترات طويلة من التعايش السلمي بين جماعاته وطوائفه، وقدم أمثلة طيبة لأفضل ما في هذه الفسيفساء السياسية والاجتماعية المتنوعة، والتي اعتبرت إحدى صوره المتفردة، وهو مطالب باستثمار هذه الإيجابيات، من أجل رسم واقع جديد يقوم على جهود المخلصين من مختلف الجماعات الذين يتفقون على إنقاذ بلادهم والذين عملوا معاً طوال عقود عديدة.
|
|
|
| |
|