| |
بلا تردد دولة هي للعدل وللإنصاف (وطن) هدى بنت فهد المعجل
|
|
تولّت الكاتبة (إيمان القحطاني) دور الدفاع عن حقوق العمالة الوافدة عندما تعرضت لفقرات (دليل العمال الأجانب).. وحاولت نشر ثغرات ما كان ينبغي لها أن تُنشر والوضع الراهن للعمالة مرتبك، أو هو سائر نحو الارتباك.. بما نراه من تفشّي المنكرات.. واتساع دائرة الأماكن المشبوهة التي باتت تستخدم وكراً للدعارة، وتمرير المكالمات، وإيواء المتخلفين، وتصنيع المسكر والمخدر.. وما نجده من كثرة هروب الخادمات والعمالة الوافدة بسبب مقنع ومن دون سبب حتى أصبحت فكرة الاستقدام شبحاً يقضّ مضجع الأشخاص ونواياهم..!! كانوا يبررون سبب هروب الخدم والسائقين بسوء معاملة الكفيل وبخسه حقوقهم.. أو التقتير عليهم في المأكل والمشرب والمأوى..!! الآن، وبمجرد وصول العمالة وجدناها تفرّ هاربةً كأن الأمر مرتّب له من دولهم..!! عمالة ليس لديها استعداد لعمل متقن نظيف.. الكسل مستشرٍ فيها.. همُّها الأكل والشرب والنوم ثم الراتب بعد اكتمال الشهر مباشرةً.. ولا مجال متّسعاً للنقاش معها أو التحاور والاختلاف..!! العمالة في السابق كانت أفضل بكثير من وضعها الحالي.. كانت نشطة.. معطاءة.. صبورة.. تقدّر وتقدّس العمل ولقمة العيش..! الآن ربما الشبع دفعها نحو التمرّد..!! فما معنى أن تركز الكاتبة (إيمان القحطاني) على ما للعمالة وما عليها.. وتنسى في الوقت نفسه نتائج سلبية ترتبت على تسيّب الخدم والسائقين؟! - ذكرت (إيمان) أن الحد الأقصى لساعات العمل العادية هي ثماني ساعات في اليوم. - أو 48 ساعة في الأسبوع تزاد أو تخفض بموافقة من وزارة العمل، على أن يتقاضى عن ساعات العمل الإضافية. - ويوم الجمعة يوم راحة بأجر كامل. - له إجازة سنوية لا تقل مدتها عن 15 يوماً بأجر كامل إذا أمضى لدى صاحب العمل سنة كاملة. وغيرها من الحقوق..! والسؤال: وضع العمالة في المنطقة لا يبشّر بالخير، وعمليات المداهمة مستمرة للأوكار والأماكن المشبوهة وأماكن تصنيع خمور يدير أغلبها العمالة المعنية بفزعة (إيمان القحطاني)!! فهل نتآزر مع إيمان فيما نادت به، أو نطالب باستحداث بنود تحفظ للمنطقة أمنها وسلامتها من تفشِّي المنكرات والمفاسد.. وننادي بإلغاء بنود أخرى توسع دائرة المفاسد؟! قد نتغاضى عن ساعات العمل المقدرة؛ حيث من حق العمالة قسط لا بأس به من الراحة.. ولكن هل نوافق على مدد وأيام الإجازة الممنوحة عند منحها للعمالة من النساء كالخادمات والعاملات في الصوالين والمشاغل والممرضات وغيرهن. خصوصية منطقتنا لا تسمح بذلك.. لا تسمح بتسريح الخادمة وخروجها أيام الإجازة من منزل الكفيل..!! إلى أين ستذهب؟ لدى مَن ستبيت؟ وهل سيترتب على رجوعها بعد كل إجازة فحص سريري للتأكد من سلامتها من مرض معدٍ!! انتقل إليها من خلال فترة غيابها عن المنزل (أعني إجازتها)؟!! هروب الخادمات تكرر بكثرة، وقد ذكر لي مسؤول في مكتب مكافحة التسول أن في هروبهن ترتيباً مسبقاً، وأن الأنظمة تساهم وتشجع على الهروب..!! قال لي: أستطيع الوصول إلى باب منزلكم وأخذ خادمتكم وتشغيلها لديّ مدة خدمتها المصرح بها (السنتين)، ثم أعيدها إلى مكتب مكافحة التسول فيتم تسفيرها بطريقتهم دون أن تتّضح هويتي، ودون أن أتكبّد تكاليف استقدامها والكشف عليها أو استخراج الإقامة. قال: إن الأنظمة ليست صارمة حتى تردع العامل والكفيل..! قبل أن تظهر (إيمان القحطاني) فزعتها وتصوّر المجتمع السعودي بصورة سيئة عليها أن تبحث في كيفية تنقية المجتمع من بؤر الفساد وزعزعة الأخلاق والأمن.. فالخدم في المنازل (تقريباً) ينالون كامل حقوقهم المادية والمعنوية، ونستثني من ذلك الحالات الشاذة من بعض الأسر التي لا تحسن التعامل مع أسرها!! فكيف بعمالة وافدة عليها؟!! فقرات (دليل العمال الأجانب) قد تخدم فئة وتضرّ بفئة أخرى كما ذكرت.. فالعمالة الذكورية لا تُساوى بالعمالة الأنثوية..! والسائق لا يُساوى بالعامل في الشركة أو المؤسسة أو المنشأة!! كما لا تتساوى العاملة في المشغل والمدرسة والمستشفى بالعاملة المنزلية..!! لذا إذا كان هناك من أمر يستحق النظر فهو إعادة غربلة البنود والدليل بما هو في صالح ويخدم كافة الأطراف المعنية بمن فيهم العامل والكفيل.. ويحفظ للمملكة هويتها وأمنها واستقرارها.. فلسنا للظلم دولةً حتى نحرث أرضاً غير صالحة للزراعة.. بل نحن للعدل وللإنصاف وطن.
ص ب 10919 - الدمام 31443
hfm4hfm5@hotmail.com |
|
|
| |
|