| |
على أبواب جهنم محمد الدبيسي
|
|
(دعاة على أبواب جهنم) عمل تليفزيوني وظّف فيه (عبد الله بجاد العتيبي) - بوصفه مشرفاً ومهندساً للعمل خبرته في شأن (دعاة...) على ذلك الوصف وبمقتضى حقيقته..؟ ** كما استثمر فيه إدراكه العميق لقضية (الإرهاب) محاضنها وطبيعتها ومآلاتها.. وبمساندة كاتبي السيناريو باقتراف التفاصيل الخفية.... ظهر العمل التليفزيوني برؤية متميِّزة في التعاطي مع هذه (القضية).. وفي معالجتها بإخراج بديع.. والتئام عناصر فنية أخرى لدراما حقيقية ومسئولة.. تخترق بنى (المسكوت عنه).. وتستفز خبايا واحتقانات تمسنا (هنا) ونضطر للتعايش معها أو (التغابي) والتعامي عن مآزقها ونتائجها..!! ويتفانى بعض (المعنيين بها) من الدعاة الورقيين إلى نفي استبطاناتها والبكتريا التي تؤسس لها في (بيئتنا) الاجتماعية.. وفي نسيج خطابنا العام وتبرئة تلك (البيئة) من احتضان فيروساتها...؟ ** وكان من شأن العمل.. أن يعرِّي تلك (السلوكيات) ويتتبع مراحل نموها واستواء (أقطابها).. ويرصد تجلياتها ومظاهرها..!! في أقبية (مؤسسات تعليمية).. ودهاليز نظم اجتماعية.. وقبل ذلك (أيديولوجيا) عقدية.. تتعاظم وتتكاثر.. مهما حاول (المداهنون) تبسيطها والتقليل من شأنها..! ** وقد أجاد (العتيبي) وشركاءه من كتَّاب سيناريو وفنانين أكفاء وجهات إنتاج ومؤسسات راعية.. في استغلال مسار التلقي (التليفزيون) واستثمار بُعد انتشاره.. ليعرَّوا (دعاة جهنم..) ويكشفوا حقيقة مكونات الأنسجة الاجتماعية والثقافية التي تتناغم وتتراكم (لتفرضهم..) وتتواطأ على (خطيئة) دعمهم وتمكينهم من مفاصل مؤثِّرة في المجتمع..؟ ** دعاة من (كأولئك).. لم يألفوا نوعية من التعاطي (كتلك..).. تسبر غور الدعاوى والأضاليل التي تحتويهم.. والحجج التي انطلت كثيراً على (العامة) لتدعم وتكرّس نفوذهم..!! ** ولعل (ثقافة الصورة).. وأهميتها وتجلياتها وحظوتها المكينة لدى المتلقي.. من شأنها.. إذا ما وُظفت توظيفاً (كهذا) أن تؤسس لخطاب يتجاوز (الدراما) البائسة في الخليج.. التي تكتبها نوعيات رديئة من الكتَّاب.. ك(فجر السعيد) ونظائرها واستنساخاتها.. التي ما فتئت تُسوّق لأحزان فجّة .. وعواطف باردة.. وقضايا فانتازيا مفرطة في الغباء والحمق..؟؟! ** من شأن دراما..ك(دعاة على أبواب جهنم) أن تمس المكوُّن الأبرز في حياتنا.. والإشكال (الظهير) الذي نشترك جميعاً في تحمّل لأوائه وتبعاته المهولة..! ** من شأن (أعمال درامية) كهذه فيما لو تراكمت.. أن تؤثِّر وبفعالية وبمدد قياسية.. أضعاف ما تفرزه نوعيات الخطاب المقروءة والمسموعة..! ولعل عملاً كهذا..لا يشكّل نقلة أو انزياحاً في مساق الخطاب المناهض ل(لإرهاب) فقط..؟ بل في سياق الوعي بأهمية الدراما التليفزيونية كمكون مؤثّر وفاعل في حياتنا المعاصرة..!!
md1413@hotmail.com |
|
|
| |
|