| |
طائفة الآمش أعجوبة في أمريكا !! منيرة ناصر آل سليمان(*)
|
|
من أعجب ما رأيته في أمريكا على كثرة غرائبهم!! لكنها هذه المرة أعجوبة مختلفة تماما فهي ضد مبادئهم وأفكارهم وكل حياتهم!! ومع هذا لا أحد ينتقد أصحاب طائفة الآمش ولا يطالبهم بالتغيير ولا أحد يصفهم بالتخلف بالرغم مما يفعلونه!! وهم مستمرون بثقة واعتزاز طيلة سنوات كثيرة جدا!! حتى يومنا هذا! يعيش الآمشيون في بعض الولايات في مستعمرات خاصة بهم (وفي كندا أيضا)، وقد اعتزلوا الحضارة تماما بكل وسائل الراحة فيها وبكل أنواعها فهم يرون أن وسائل التحضر تجلب معها أفكار الحضارة التي تنافي دينهم ومعتقداتهم!! وهم طائفة دينية هربوا من أوربا بدينهم ( المنونايت ) بسبب الاضطهاد الديني، ورجال الدين لديهم لهم سلطتهم النافذة ولا يحق للنساء الانضمام لهم!.. لديهم مدارسهم الخاصة إلى سن معينة حوالي الثالثة عشر عاما وقد أعفوا من قرار التعليم الإلزامي بقرار من المحكمة العليا في أوائل السبعينات، ولهم محاكمهم الخاصة بالرغم من قلة مشكلاتهم فهم متسامحون وبسطاء ..لا يتدخلون في السياسة ولا تعنيهم الانتخابات !! ويحرمون استخدام الأسلحة النارية ! وبالتالي غير مسموح للشباب الانضمام للجيش، ولا يدفعون الضرائب !.. وما زالوا يتحدثون الألمانية خاصة في صلواتهم ! بالإضافة إلى الإنجليزية التي يتعلمونها في مدارسهم. طريقة عيشهم تبدو غريبة وكأن الزمن توقف بهم في حين تطور من حولهم هذا التطور الهائل! فشوارعهم ترابية ! وهم يستخدمون العربات التي تجرها الخيول ويحرمون استخدام السيارة، ويعتمدون على الخيول في الفلاحة، يأكلون من منتجات أرضهم وماشيتهم، ويحيكون ملابسهم بأنفسهم (والسجاد الذي يصنعونه يعتبر من أفضل السجاد وأغلاه .. وكذلك الأثاث من أجود أنواع الأثاث). وبالطبع لا يستخدمون الكهرباء ولا الهواتف ويحرمون التصوير! والتدخين والموسيقى أيضا! ودورات المياه (أعزكم الله تعالى )لابد أن تكون خارج المنزل! وبيوتهم مع هذا عادية بها طاولات وأسرة .. وكل شيء في المنزل من صنع أيديهم ومنازلهم أيضاً يبنونها بأنفسهم .. وهكذا يعيشون حياة طبيعية بسيطة بعيدة عن وسائل الحضارة وتكلفها لكنهم لا يمانعون من استخدامها عند الضرورة كالسيارة مثلا للذهاب للمستشفى أو أي مكان آخر شرط ألا يقود الآمشي السيارة !! وربما أحضروا الطبيب عند الحاجة له . المدهش أن ترى رجالهم ملتحين وقد حفوا شواربهم بدافع النظافة !! (وإطالة اللحى واجبة على الرجل بعد الزواج ) والنساء محتشمات كثيرا حتى الصغيرات منهم (يلبسن لباس من قطعة واحدة ولون واحد حتى منتصف الساق ومنهن من تطيله ويضعن على رؤوسهن قبعات صغيره يختلف لونها حسب حالة المرأة الاجتماعية ) وتشارك المرأة في فلاحة الأرض وتربية الماشية لكنها لا تقود العربة والرجل فقط من يقودها ؟! أليسوا أعجوبة فعلا تستحق أن نتوقف عندها كثيرا ؟
* أمريكا
marrfa@hotmail.com |
|
|
| |
|