| |
أما بعد الحوار الوطني لتطوير التعليم... ما الجديد؟ 2 - 2 عبدالله بن عبدالعزيز المعيلي
|
|
بعد انتهاء فعاليات الحوار الوطني لتطوير التعليم الذي عقدت فعالياته في الجوف، سألت أحد المشاركين ما الجديد؟ قال: لا جديد، ومن هنا يتبين أن تناول الموضوع في الأساس ما هو إلا تعزيز وتأكيد لما يسمى ب(الظاهرة الصوتية) في تناول القضايا والتعبير عن المواقف. إن مسؤولية تطوير التعليم تقع على عاتق وزارة التربية والتعليم، والإدارة السابقة للوزارة في عهد معالي الدكتور محمد الرشيد بذلت جهوداً كبيرة وشاملة لكل المجالات والسبل وعلى مختلف المستويات في إدارات التربية والتعليم وفي جهاز الوزارة نفسها، فتطوير التعليم لم يغفل عنه من حيث الاهتمام والجهد، لكن السؤال الذي طالما تردد ما الذي تمخض عن تلك الجهود؟ إن الإجابة على هذا السؤال صعبة ومعقدة، لكن لا بد من التنويه إلى بعض من تلك الجهود ومنها على سبيل المثال: تقارير المشرفين السنوية التي تشتمل على العديد من الرؤى والمقترحات والتوصيات، واللقاءات السنوية لمديري التربية والتعليم، حيث تطرح الموضوعات بصورة أكثر تفصيلاً وعمقاً، واللقاءات الدورية التي تتم في إدارات التربية والتعليم وأقسامها، وفي الوزارة ووكالاتها كل حسب اختصاصه ومسؤولياته، والمؤتمر العام الذي عقد بعنوان: (ماذا يريد التربويون من المجتمع، وماذا يريد المجتمع من التربويين؟) وفريق التقويم الشامل، هذه الجهود وغيرها كثير كانت تدور حول هدف عام هو (تطوير التعليم) لكن الرأي العام ما زال يطالب بالتطوير والتجديد في عناصر العملية التعليمية كافة، ويحق له ذلك لأنه لم يتحقق له ما ينشده ويتطلع إليه. ومع منطقية هذه المطالبة، والحاجة الملحة لها باعتبارها أولوية مطلقة للتنمية البشرية إلا أنه يجب ألا يبدأ من الصفر، وينسف الجهد السابق وينسى، وكأن الوفاض خالياً من أي زاد أو متاع، لأن من شأن هذا تكرار ما انتهى إليه سابقاً، وهنا يتأكد هدر الوقت والجهد والمال وطغيان (الظاهرة الصوتية) في التناول والطرح. إن هذه الجهود بهذه المنهجية لن تضيف جديداً، ولن تحقق هدفاً، مثلما لو أنه تم الوقوف على الجهود السابقة، وتقييمها، وعرف السبب في عدم تحقيقها لما كان يؤمل منها وبناءً على ذلك حددت موضوعات هذا اللقاء، حتماً سيكون الجهد إضافة ذات قيمة وفي الاتجاه الصحيح، ولكن يبدو أن هاجس (الظاهرة الصوتية) يطغى وبجدارة في الأعمال كافة ودليل ذلك التوصيات التي تم التوصل إليها فهي معلومة لا جديد فيها، ولدى الوزارة منها المئات والمئات. إن تطوير التعليم بحاجة إلى قرارات لا إلى توصيات.
Ab.moa@hotmail.com |
|
|
| |
|