| |
رياض الفكر خادم السنة سلمان بن محمد العُمري
|
|
حينما تعلن أمانة إحدى الجوائز عن أسماء مرشحيها لنيل جائزة من جوائزها، فإن تلقي أسماء الفائزين لدى الناس يتفاوت بين التأييد أو الاستفهام، بيد أن هناك أسماء تترقب ترشيحها عند اقتراب إعلان أسماء الفائزين، وأحسب أن نيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الجائزة التقديرية العالمية لخدمة السنة النبوية المطهرة التي أعلنت عنها أمانة جائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة جائزة مستحقة كان يرتقبها كل مهتم، ومعني، ومتابع لهذه الجائزة، فالمملكة العربية السعودية انطلاقاً من رسالتها في خدمة الإسلام والمسلمين منذ نشأتها على يد الإمام الملك عبدالعزيز - رحمة الله عليه - إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - أولت الكتاب والسنة جل اهتمامها، ولم تدخر وسعاً في سبيل العمل بهما، والعناية بهما، ونشرهما قولاً وعملاً وفي سبيل الدعوة بهما بالحكمة والموعظة الحسنة. وإذا كانت أمانة الجائزة بأعضائها من أصحاب السماحة والمعالي والفضيلة العلماء، من عدد من علماء العالم الإسلامي، قد أجمعوا على أحقية خادم الحرمين الشريفين لهذه الجائزة، فإن هذا الاتفاق سيسري - بإذن الله - على عموم شعوب العالم الإسلامي فيما لو أقيم استفتاء عمن يستحق هذه الجائزة وغيرها من الجوائز في خدمة الإسلام والمسلمين. إن رعاية كتاب الله الكريم وطباعته ونشره بمختلف الأحجام والمقاييس طباعة أنيقة سليمة من الأخطاء، والعناية أيضاً بترجمات معاني القرآن الكريم لما يزيد على أربعين لغة ونشرها وتوزيعها مع المصحف بالمجان، والعناية الكريمة بشؤون الحرمين الشريفين وإعمارهما والسهر على راحة الحجاج والمعتمرين وزوار المسجد النبوي الشريف، وما يقدم من دعم معنوي ومادي للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، والاهتمام بقضايا المسلمين وشؤونهم مقومات رئيسة لهذا القبول والإجماع ليس من لدن أعضاء الجائزة فحسب، بل من سائر أبناء العالم الإسلامي الذين يكنون لهذا البلد الكريم المعطاء المملكة العربية السعودية وقادتها وأهلها الحب والتقدير والثناء. لقد كانت المملكة العربية السعودية - دائماً وأبداً - تحمل همَّ الدعوة إلى الله، وحققت إنجازات عظمى في مجال الدعوة والإرشاد، واعتنت بالعمل الدعوي عبر مراحل وخطط وبرامج حققت - ولله الحمد - نجاحات مبهرة في خدمة الدين وتعليم الناس، وإرشادهم، وتوثيق عرى التفاهم بين المسلمين ونصرة قضاياهم، وترسيخ مفهوم العقيدة الصحيحة. والحديث عما يقوم به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بجهد شخصي خارج إطار المسؤولية كقائد لهذه البلاد المباركة شيء كثير وكبير، ويخرج عن إطار الحصر، ولعلي هنا أستشهد بالبحث الذي أعدته سمو الأميرة ملكة بنت سعود الجربا حرم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، نالت به شهادة الماجستير من قسم الدعوة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حينما تناولت جهوده - حفظه الله - في مجال خدمة الإسلام والمسلمين حتى عام 1419هـ، وقد كانت دراسة وافية غطت جوانب عدة من جهوده في هذا المجال، وهذه الدراسة، وإن كانت قد قدمت قبل أكثر من خمس سنوات، ونوقشت إلا أنها ستبقى شاهداً على الجهود الإيجابية المباركة لهذه الشخصية الإسلامية الفذة التي لا زالت تواصل عطاءها للإسلام والمسلمين، وقد طالبت في مقال سابق نشر هذا الكتاب في مجال أوسع، بعد إضافة جهوده - حفظه الله - التي تلت سنوات البحث، وأتمنى قيام الجامعة بذلك، فهي محضن الرسالة العلمية، ذلك أن في أساس الكتاب ما يغني ويفيد، وهو مرجع لكل باحث وكاتب في الشؤون الإسلامية. إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - وهو يتحلى بهذا اللقب المحبب إلى نفسه، هو أيضاً خادم القرآن والسنة، فمن السنن الحميدة لمقامه الكريم - حفظه الله - افتتاح مجلسه بالقرآن الكريم وتفسيره، كما هي عادة الملك عبدالعزيز رحمه الله. ومن جهوده - حفظه الله - اهتمامه بكتاب الله تعالى، وتوجيهاته منذ توليه رئاسة الحرس الوطني تعليم منسوبي الحرس الوطني القرآن الكريم، وإنشاء معهد متخصص للقرآن الكريم يتماشى مع مقررات معهد الحرم المكي الشريف لتحفيظ القرآن الكريم، وتشجيع بناء الحرس الوطني على حفظ القرآن من خلال إقامة المسابقات، وإنشاء حلق لتحفيظ القرآن الكريم في الإسكان، والمرافق، ليدرس بها منسوبو الحرس، وأبناؤهم.
alomari1420@yahoo.com |
|
|
| |
|