Al Jazirah NewsPaper Friday  01/12/2006G Issue 12482مقـالاتالجمعة 10 ذو القعدة 1427 هـ  01 ديسمبر2006 م   العدد  12482
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

أفاق اسلامية

أبناء الجزيرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الاختلاف وأدب الحوار
د. نهار بن عبد الرحمن العتيبي

إن الاختلاف الموجود داخل مجتمعنا السعودي سواء فيما يطرح من قضايا ثقافية أو اجتماعية لا يبرر أبداً حدوث عراك سواء كان بالأيدي أو بالألسنة. وما سمعنا به وتناقلته وسائل الإعلام من حدوث بعض الاختلافات في وجهات النظر وبعض الملاسنات أمر يدعو إلى الدهشة والاستغراب.
فالحوار الهادئ المتزن من الممكن أن يقرّب وجهات النظر، ويحل كثيراً من الإشكالات والخلافات التي قد تحدث بين المتحاورين، لكن من المهم أن يتأدب كل من المتحاورين بأدب الحوار حتى مع وجود الاختلاف.
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في المجتمع المكي يدعو المشركين في مكة ويحاورهم ويقنعهم، ولم يرد عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه رفع صوته على أحدٍ منهم أو أنه سبَّ أو شتم أياً منهم. كما دعا وحاور رسول - الله صلى الله عليه وسلم - اليهود في المدينة، وكان ليناً رفيقاً، وحتى عندما أساء إليه اليهود وقالوا: السام عليك يا محمد؛ ويقصدون بذلك الموت، رد عليهم قائلاً: وعليكم، فغضبت عائشة رضي الله عنها، وقالت: وعليكم السام واللعنة.. فقال لها: لا يا عائشة، قولي: وعليكم، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلاَّ شانه. ولهذا علينا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نرفق بإخواننا - وإن خالفونا - كما أن على إخواننا أن يرفقوا بنا وإن خالفناهم. ولا شك أننا في هذه الدولة المباركة دولة التوحيد نمثل أسرة واحدة قد شبّهنا رسولنا الكريم بالبنيان يشد بعضه بعضاً.
إننا لا بد أن نكون مترابطين ومتعاونين في ظل حكم حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي شجع الحوار، وكان لذلك كثير من الفوائد التي لا ينكرها إلاَّ جاحد. وكم أتمنى حقيقة من أصحاب الشأن من علماء ودعاة ومفكرين ومثقفين أن يعنوا ويهتموا بإشاعة ثقافة الحوار التي جاء بها ديننا الإسلامي قبل الحضارات الغربية. ويعلم الجميع أن الصحابة - رضي الله عنهم - وحتى الخلفاء الراشدين منهم اختلفوا في بعض الفروع، ومع ذلك لم يتقاطعوا ولم يغضب بعضهم من بعض بل كانوا متآلفين متجانسين متعاونين.
وإن التأدب بآداب الحوار يحتاج مزيداً من الوقت والبيان وحسن التنظيم والإدارة حتى يعلم المحاور متى يتكلم ومتى يُنصت وما الموضوع الذي سيتحدث فيه وكم مدة المداخلة..؟ حتى لا تكون هناك مقاطعة للمحاضر وتشويش لأفكاره وأفكار المتحاورين بعيداً عن الغضب والانفعال، إذ إن الأمور ما دام أنها لا تمس الثوابت، فالحوار في الفروع أمر سائغ، وقد اختلف فيها الفقهاء - كما يعلم الجميع - حتى أصبحت مذاهب الفقهاء متعددة منها المذاهب الأربعة المعروفة. والثوابت والأركان الأساسية - بحمد الله - محمية بحماية الله تعالى لها ثم بحماية ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة التي تعهدت منذ قيامها - ولا تزال - بحماية جانب التوحيد وتطبيق شرع الله تعالى في كل صغيرة وكبيرة.. أسأل الله تعالى أن يزيدها تمكيناً وتوفيقاً وأن يُمدّها بعونه وتسديده. وفي الختام فإن الحوار ظاهرة صحية وإن كان هناك خلاف في الطرح، وإن هذا أمر متوقع، لكن ينبغي لكل صادق أن يتأدب بأدب الحوار ويبتعد عن الكلمات الجارحة واتهام النيّات وتصنيف الأشخاص، فإن هذا يؤدي إلى الفرقة والاختلاف وهذا ما لا نريده لهذا المجتمع الأبي الصالح الذي ضرب مثالاً في الاجتماع مع ولاة الأمر في محاربة كل ما يمثل خطراً على بلادنا.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

nhalotibi@uae.us




نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved