| |
بلا تردد مطر هو للاغتسال، رمزُ.. هدى بنت فهد المعجل *
|
|
نظرة واحدة إلى السماء تفشي لنا عن مطر على أهبة الاستعداد، ينتظر أمراً إلهياً بالانسكاب، والزخِّ قطرات ليست كالقطرات..!! ** ** ** قال صلى الله عليه وسلم: (أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء) قالوا: لا يبقى من درنه شيء.. الحديث. ** ** ** النهر أتى عن مطر انتثرت خصلاته على أرض جرداء ارتوت فمنت.. ومع المطر لا يبقى من درن هذه الأرض، أو التراب، والشوارع شيء.. معه الهواء ينقي ويصفو.. بالمطر يصفو.. ونكون مع سقوطه في قلق الخشية من الانزلاق.. انزلاق الأقدام.. الدراجات.. والمركبات..!! لذا تكثر الحوادث، حوادث المركبات.. فيتأخر الموظف عن الوصول إلى مقر عمله.. وتتسع دائرة أعطال الكهرباء.. والهواتف.. بما في ذلك ال DSL فنصبح في عزلة شبه مؤقتة عن حركة الINTERNET..!! فهل تجد شركة الاتصالات حلاً يقي علب الهواتف.. أو شبكتها من الأعطال بمجرد نزول حبات المطر زخات متتالية تتسلل خفية إلى العلب فتشوش على الخدمة، إن لم تقطعها نهائياً..؟! ** ** ** تشبع السحب بالماء.. تلبد الغيوم وكثافتها في السماء تغري الفنان التشكيلي على إنجاب لوحة بديعة الصنع.. تغري الشاعر والكاتب والمغني، كما تغري عشاق الرحلات البرية على نصب الخيام، وشدها بالأطناب إلى الوتد.. ثم متابعة سلسلة المطر المتهاطل من داخل الخيام، وخارجها.. أو الاستحمام تحته بما وقع على الجسد من ملابس هي إلى التقاطر متجهة.. وقد يصاب بعدها، صاحب الجسد، بلفحة برد.. أو رعشة برودة.. دون مبالاة بشيء من هذه الإصابات طالما أن المتعة نالت من ذهنه الكم المرتب له..!! ** ** ** (طلال مداح) رحل عن عالم الطرب.. ومازالت طفلته التي رسمها شاعرها (بدر بن عبدالمحسن).. مازالت تحت المطر.. تركض ونتبعها بالنظر..، وما أكثر عشق الأطفال للركض تحت الأمطار.. أو إغماض العين ورفع الفم باتجاه السماء مع فتحه لعل قطرات مطر تضل الطريق إلى الأرض وتسقط في فمه فيتلذذ بطعم المطر في ريقه.. طعماً ربما يبعد عنه العطش أياماً وأياماً.. يأتي المطر ببهائه ووقاره فيذكرنا أياماً كان للسطح أهمية ونحن نوزع الأواني والقدور في أنحائه المتفرقة ربما تنال آنية، أو ينال قدر كرم حبة مطر وحبات فتقع في الآنية والقدر وليس على الأرض..!! كنّا نتسابق في وضع القدور.. ونتافس أينا يصطاد قدره الكمية الأكثر من المطر..!! تلوث الهواء، وأصبح جمع المطر في السطح قصصاً تروى حول موقد التدفئة في كل شتاء يمر بنا..!! ** ** ** - في (لافتات) الأعمال الكاملة للشاعر (أحمد مطر) بحثت عن قصائد للمطر، أو قصيدة..!! فلم يكن للمطر نصيب سوى من أسمه (أحمد مطر)!! لوحة الغلاف، طفل صلوب، ممزق ثوبه، ينز الدم الأحمر من قلبه.. مغمض عيناه والدمع يتقاطر منهما..!! دمع العيون مطر ولا شك، ولكن من نوع آخر حسب رؤية الشاعر..!! - وبحثت عنه في (الأعمال الأولى) للشاعر (محمود درويش) فوجدت: (في رذاذ المطر الناعم كانت شفتاها وردة تنمو على جلدي، وكانت مقلتاها أفقاً يمتد من أمسي إلى مستقبلي...) ولأني خشيت الإمعان في البحث، توقفت.. وعدت حيث السماء ونظر أخرى إليها وثالثة تفشي لي عن مطر على أهبة الاستعداد، ينتظر أمراً إلهياً بالانسكاب، والزخِّ قطرات ليست كالقطرات..!! فهل نجعل من سقوط المطر فرصة للاغتسال الروحي، لا الجسدي فقط، من أدران علقت بنا تسببت في شقائنا، وشقاء آخرين بسببنا..؟! هل نغسل به أذهاناً تلبت جهداً، تعباً، وعناء من كثرة التفكير العقيم..؟؟ المطر الشفاف يرمز إلى الشفافية، كما يرمز إلى الطهر، أو التهيؤ للطهر..
ومن هنا نبدأ باحتساء الرمز فنجان قهوة ليست (سادة) بالطبع. إضاءة خافتة: - على إثر مقالي الماضي: (فصول أربعة تمر على استحياء) تلقيت هذا الرأي من المتابع الدائم للزاوية (فهد الحماد - حائل).. (حتى منازلنا لا تساعد على التمتع بالفصول الأربعة.. ففيها المكيفات، نوافذ مظللة، أنوار صناعية، فيها كنبات تجرنا للخمول.. ولهذا حتى الفصل الخامس تساقطت أوراقه بفعل الأسهم وانشغالنا بالحياة وهروبنا إلى وهم ماديات الدنيا..
FAX:038435344 Hfm4hfm5@hotmail.com * |
|
|
| |
|