أحبته كثيراً أكثر من نفسها، كم ذرفت دموعاً حين ذكراه، كم من زفرات أطلقتها حينما يخطر ببالها أن تراه.. أحبته فهو لها كل شيء وبدونه فهي لا شيء، سأتركها تعبر له بصدق وحدها:
أحببتك عشقتك بكل ما تعني كلمة العشق، بكل ما تحمل حروفها من معنى، لم تبعد عن ذاكرتي أبداً ليلاً أو نهاراً، حين بكائي وضحكي، حين حزني وفرحي.. أنت لي كل الوجود.
يا مَنْ سكنت بقلبي وزرعت بذور حبك فيه، يا من كنت تسقيها كل يوم وساعة، هل تصدق يا كيان روحي أن بذورك أضحت خضراء وبطولها عانقت السماء؟..
يا أحب من لي تكون، مَنْ مثلك يا والدي لي في الكون؟ من مثلك حملني وضمني أغضبني وأفرحني حتى بكل الحب والرحمة ضربني؟ من لي يا أبي بعدك وما هي الدنيا بدونك؟؟ والله لا شيء.
إليك يا من ربيتني وعلمتني، يا من إذا مرضت رحمتني، وعندما أخطأت وجهتني، وحينما رحلت أبكيتني. أبي ماذا أقول؟ كم من الوقت يكفيني؟ وأين الورق ليسعفني مهما كتبت ومهما قلت؟ فأنت لي جمال الحياة وعذوبتها.
لقد أنرت لي الطريق ورأيت في نصحك لي الصديق، وأنت يا أصدق رفيق نبراس حياتي. كان غضبك علي جحيما، ورضاك عني غاية خالدة، أنت لي كل الأمل، وأنت لي الصدر الحنون والحصن الحصين.
يا منية قلبي، أسألك بالله العظيم أن تديم رضاك عني يا توأم روحي.. لم أنسَ يا حبيبي كما أنت لم تنسَ مشاركتك همك وأخذي من علمك وفخري بك ولك.
حبيبي قد تطول بي الأيام وأنا بعيدة عنك أنت وأعذب الناس أمي، ولكن مهما طال غيابي وبعدت خطواتي فأنتما لي كالروح للجسد، أحبكما، كم من الكلمات سأكتب، قد لا أستطيع ولو بلغات العالم كلها، كيف أستطيع أن أعبر عما في داخلي لكما وأنا أقف بين حبيبين كلاهما أغلى من روحي؟ فكيف يصف الإنسان روحه؟..
والدي يا عزمي وعزتي، أمي حبيبتي وغاليتي، كم ذرفت عيناي دمعا حين أتذكركما، كم بكيت وحيدة لبعدي عنكما، كم تمنيت البقاء بجواركما حتى أسخر نفسي لطاعتكما لكنني على يقين بأن سعادتكما تنشأ من سعادتي؛ لهذا أنا أمني نفسي وأحرص على أن تبقيا سعيدين، وأملي لا ينقطع بأن تكونا عني راضيين..
توأما روحي.. هذه ذكراي أضعها بين أيديكما لعلها تكون ذكرى جميلة..
إضاءة