| |
الأمير فهد بن سعد إلى رحمة الله د. فهد بن محمد المالك
|
|
عانى صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سعد بن عبد العزيز - عليه رحمة الله - من المرض ومقاومته من أجل البقاء على قيد الحياة الشيء الكثير، وقد بذل إخوانه ووالدته وذووه الغالي والثمين من أجل صحته فلم يدّخروا وسعاً في البحث عن أي وسيلة لعلاجه ولم يتوانوا في إحضار الأطباء والمعالجين من كل مكان ومهما كلّف الأمر من أجله، بل ضحوا بأغلى ما يملكون في هذه الحياة وهو وقتهم وحياتهم - فالوقت أنفس ما عني الإنسان بحفظه - ورابطوا معه - رحمه الله - في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض على أمل أن يعود لهم كما كان ابناً وأخاً حنوناً محباً للجميع، بل فيهم من ضحى بصيام شهر رمضان هذا العام تاركاً الصيام في بلدنا الحبيب إلى الصيام في الخارج وغادر معه إلى ألمانيا على أمل أن يعود لهم سالماً غانماً. ولقد استبشر أهله ووالدته وذووه خيراً في أواسط شهر رمضان المبارك حينما بدأت عليه علامات وبوادر الشفاء والعودة للحياة وهلَّلوا وكبَّروا فرحاً بذلك، وكانوا يعدون الأيام، بل الساعات للفرح بسلامته وعودته سليماً معافى. ولكن إرادة الله غالبة، ولا راد لقضاء الله، قال تعالى: (فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ) وما علم أهله وذووه أن تلك كانت إنما هي راحة وعافية الموت واستراحة مريض عانى من المرض تأهباً لمغادرة هذه الحياة. وها أنت يا أميرنا فهد بن سعد تغادر هذه الحياة وليهنأ كل مسلم أصابه مرض بنعمة الله وفضله عليه بمنحه نعمة المرض وليصبر وليحتسب الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى. وأسأل الله لك يا أميرنا فهد بن سعد أن يجمع لك في مرضك الذي فارقت الحياة بسببه كل ما يتمناه المريض من تطهير وتكفير ورفعة شأن وعلو قدر ومنزلة في الآخرة. كما أسأل الله أن يلهم أهلك الصبر والسلوان وأن يجزي والدتك وإخوتك وأخواتك وذويك خير الجزاء على صبرهم معك وسعيهم من أجلك.
|
|
|
| |
|