| |
مآثر الشيخ فرحان القحطاني هي سمات أبنائه اليوم صالح بن حمود القاران
|
|
كانت، وأعني بها مدينتي (عرعر)، صغيرة جداً عندما كانت في بدايات مراحل تأسيسها قبل خمسين عاماً ونيف.. لم يكن بها سوى قصر الإمارة القديم وشارعها العام الذي كان يفصل بين حي الخالدية وحي المحمدية وعدد قليل من المدارس والإدارات الحكومية ومطارها الترابي وسوقها الشعبي المعروف آنذاك بسوق السمن يزاول التجار من خلاله بيع وشراء المنتوجات الحيوانية كالسمن العربي والأقط وقليل من السجاد من إنتاج بنات البادية.. إلى جانب محطة أرامكو المسماة آنذاك (بالتابلاين)؛ إذ تزامن قيام المدينة مع إنشاء خط الأنابيب عبر البلاد العربية الممتد من رأس تنورة بالمنطقة الشرقية حتى صيدا بلبنان، وكان من ضمن المحطة ذلك المستشفى الذي كان بمثابة مستشفى تخصصي في ذلك الوقت، وكان يفد إليه عدد كبير من المرضى للعلاج من المناطق المجاورة كالجوف وحفر الباطن وحائل والقريات ورفحاء وطريف والقرى التابعة.. أما اليوم ولله الحمد فقد أصبحت منطقة الحدود وعاصمتها مدينة عرعر واحدة من كبريات المناطق في بلادنا؛ إذ شملتها النهضة الحضارية الشاملة التي تعيشها جميع مناطق المملكة في شتى مجالات الحياة، والفضل في ذلك يعود لله ثم للجهود والأعمال المباركة التي بذلها ويبذلها صاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية الذي كان وما زال يقف وراء تطوير المنطقة، وسخر جُلّ وقته وراحته من أجل النهوض بهذا الجزء الغالي من بلادنا إلى ما هو عليه الآن من تقدم وازدهار في ظل الاهتمام والرعاية البالغين اللذين توليهما حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو سيدي ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - لجميع مناطق المملكة.. وأنا هنا لست بصدد الحديث عن المنطقة وتطورها؛ فهذا قد يحتاج منا مساحة أكبر.. ما أردت الإشارة إليه هو مآثر شخصية من شخصيات الوطن ومدينة عرعر على وجه التحديد.. هذه الشخصية شقت طريقها نحو الحياة بكل كفاح واقتدار.. إن الشخصية التي قصدتها في هذا المقال أعني بها المغفور له بإذن الله الشيخ فرحان بن مبارك القحطاني - يرحمه الله - الذي كما أسلفت شق طريقه نحو الحياة بكل جهاد وكفاح في ظروف قاسية جداً متوكلاً على الله ومستمداً العون والتوفيق منه حتى أصبح وبفضل الباري عزّ وجلّ ثم إصرار العزيمة حيال تحقيق الغاية التي أرادها لنفسه واحداً من كبار الشخصيات ورجال الأعمال في بلادنا، وأصبح يملك شركة مقاولات كبرى قامت بتنفيذ عدد من المشروعات التنموية إلى أن توفاه الله.. فقد كان الشيخ فرحان بن مبارك القحطاني - يرحمه الله - إبان حياته رجلا شهما وكريما متواضعاً بشوش المحيا ذا خلق رفيع، كان باب منزله مفتوحاً أمام الجميع، فهؤلاء يغديهم وآخرون يعشيهم في وقت قد لا يجد الإنسان فيه قوت يومه.. وكان يرحمه الله يقضي حوائج الناس ممن يقصدونه ويتصدق على الفقراء والمساكين. إن الحديث عن مآثر المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ فرحان بن مبارك القحطاني - يرحمه الله - قد لا نفيها حقها في مقال كهذا، والمثل الشعبي الدارج (مَنْ عقب ما مات)، والحمد لله أن أبناءه البررة الشيخ محمد بن فرحان القحطاني والشيخ مبارك بن فرحان القحطاني - يرحمه الله - والشيخ تركي بن فرحان القحطاني والشيخ عايض بن فرحان القحطاني قد نهجوا نهج والدهم - يرحمه الله - وساروا على دربه؛ فهم يتمتعون اليوم بأخلاق فاضلة ومتواضعون جداً، حاضرون دائماً مع إخوانهم وأصدقائهم في السراء والضراء، مساهمون فاعلون في فعاليات ومناسبات الوطن.. أبواب منازلهم العامرة مفتوحة للصغير والكبير سواء في عرعر أو المنطقة الشرقية حيث إقامتهم الحالية.. لهم أياد بيضاء في قضاء حوائج الناس، ويمدون يد العون والمساعدة للفقراء والمساكين.. وهذا النُّبل وهذه السمات ليست بمستغربة على هؤلاء الأبناء البررة الأوفياء وشقيقاتهم الكريمات.. ولِمَ لا؟ وهم أبناء الشيخ فرحان بن مبارك القحطاني - يرحمه الله - الذي كان يتمتع بشخصية لها مكانتها في المجتمع السعودي إبان حياته يرحمه الله. أسأل الله المولى جلّت قدرته أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجعل كل ما قدمه من أعمال مباركة ومواقف إنسانية في ميزان حسناته.. وادعوه جلّ وعلا أن يوفق أبناءه البررة الأوفياء وشقياتهم الكريمات، وأن يجعل كل ما يقدمونه من أعمال إنسانية في موازين حسناتهم، وأن يغفر لموتانا وموتاهم.. إنه سميع مجيب.
|
|
|
| |
|