| |
هل أذهب للجهاد كما طالب الظواهري؟!! فايز بن ظاهر الشراري - عضو هيئة الصحفيين السعوديين
|
|
يا شيخ: هل أذهب للجهاد كما طالبنا الظواهري؟! أعزائي القراء.. هكذا سأل شاب لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، وقد وجه سؤاله لفضيلة الشيخ سلمان العودة في برنامجه الرائع الذي يبث كل يوم جمعة على إحدى القنوات الشهيرة، وذلك بعد أن ظهر (الإرهابي) الظواهري في إحدى القنوات الفضائية وهو يدعو - وكعادته - إلى إثارة الفتن، وإلى استثارة المسلمين نحو الجهاد (الظواهري) ذلك الجهاد الذي بني على أهداف رسمها الظواهري ومن معه ويهدفون من خلالها إلى الإفساد في الأرض، وإلى السير بالأمة نحو الخطأ، ونحو مصير مجهول لا نجني منه سوى الخسارة وإغضاب الرب، دعوة الظواهري تلك تهدف إلى الفتك بشباب الأمة وإفسادهم وإدخالهم في دهاليز الإرهاب تحت ذريعة الجهاد، هذا السؤال الكبير والخطير الذي بادر به هذا الشاب يدل على وجود الأفكار الخاطئة لدى شبابنا عن مفهوم الجهاد، وجهلهم بكثير من الأمور المتعلقة بالجهاد سواء من حيث المفهوم أم من حيث الظروف الملائمة التي تعطي للجهاد الصفة الشرعية الصحيحة. لا أخفيكم أنني لم أتفاجأ بسؤال هذا الشاب، بل إنني كنت على يقين بوجود من يفكر بنفس طريقة تفكير هذا الشاب، وأن هناك من سيتفاعل مع الخطاب الأخير (للإرهابي) الظواهري ذلك الخطاب الذي لا يحمل سوى الأهداف المغرضة التي يسعى هو وزمرته لتحقيقها من خلال استغلال الوضع الذي مرت به لبنان مع العدو الصهيوني، وذلك لاستثارة من هم على شاكلة هذا الشاب المسكين الذي لم يدرك بعد ما يصبو إليه تنظيم القاعدة.. هذا التنظيم الإرهابي الذي أضرت أعماله بالمسلمين قبل غيرهم. لقد أعجبت كثيرا بشيخنا الفاضل فضيلة الشيخ سلمان العودة الذي أجاب عن تساؤل هذا الشاب بشكل يدل على ما يتمتع به هذا الشيخ من فكر وحكمة وقدرة على مخاطبة الناس على قدر عقولهم. حيث إن الشيخ وقبل أن يبين لهذا الشاب أنه لا يجوز اتباع ما قاله الظواهري كان قد توجه بنصح هذا الشاب وتذكيره بأن عليه أن يزيد من تحصيله (الشرعي والعلمي) وأن وطنه يعول عليه الشيء الكثير، وقد يحتاجه في المستقبل بأمور كثيرة جدا تتوجب عليه إعداد نفسه الإعداد الجيد الذي يتماشى مع مصلحة وطنه، ثم تطرق الشيخ إلى مسألة الجهاد في فلسطين، وبين فضيلته أن الشعب الفلسطيني هو أدرى من غيرهم بشؤونهم وشؤون وطنهم الذي يسعون لتحريره من المحتل الغاصب بالطريقة التي يرون أنها تناسبهم دون الحاجة إلى تدخل ممن قد يفسد عليهم نضالهم وسعيهم لتحرير أرضهم. لقد أجاد الشيخ بهكذا إجابة، حيث إنه لو قام بتعنيف هذا الشاب ونهره عن الجهاد بشكل مباشر وتقليدي لكان هذا دافعا لهذا الشاب لأن يمضي في هدفه نحو هذا الجهاد الخاطئ، لأن من كانوا وراء دفع مثل هذا الشاب إلى هكذا تفكير قد عملوا حسابا لمثل تلك الإجابات المباشرة والتقليدية أثناء محاولتهم التغرير بالشباب والقذف بهم في ساحات الضياع، وهذا يجعلنا نفكر مليا وأن نعيد النظر في حربنا على الإرهاب وفي خطاباتنا التوعوية والإرشادية حول موضوع الجهاد والغلو، وأن علينا اتباع طرق وأساليب من شأنها ردع من يفكر بمثل هذا التفكير الخطير ليس فقط بنفي تلك الأفكار وبيان مخاطرها أو باتباع طرق روتينية في النصح، ولكن بدراسة كيف استطاع الظواهري استنهاض هذا الشاب ليجعل منه قنبلة موقوتة تنتظر فقط من يفجرها!! ففي ظل ما تقوم به الدولة - رعاها الله - من خلال حربها على الإرهاب ومطاردة الإرهابيين، وما تقوم به مؤسساتنا الإعلامية والتعليمية من بيان خطر الإرهاب والإرهابيين، ومع هذا فقد ظهر هذا الشاب وبرغبة قوية تدل على انجرافه وراء دعوة الظواهري!! أعتقد مثيرات الغلو والتطرف لا تزال موجودة في مجتمعنا، وأنه من السهل التغرير بشبابنا والقذف بهم في مهاوي الإرهاب والعنف، إضافة إلى سهولة إضعاف الروح الوطنية لديهم، وكيف لا يكون ذلك، ونحن نرى أن هناك من (لا يحبذ) الوقوف احتراما وتقديرا للنشيد الوطني عند إلقائه في العديد من المناسبات، وفي ظل وجود من يتجاهل الحديث عن الوطن وعن محبة الوطن في كثير من خطبه التي تلقى أمام حشد من الناس هم بأمس الحاجة إلى من يزرع في نفوسهم محبة الوطن والولاء له، وغرس مبدأ الوحدة الوطنية التي تقوم على اجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر.
fauz11@hotmail.com |
|
|
| |
|