| |
متطلبات العملية التعليمية في عالم متغير مندل عبدالله القباع
|
|
إن قضية التعليم قضية مستدامة لأن التطوير عملية ليس لها حدود دنيا أو عليا وتشمل عملية التطوير كلا من أبعاد المنظومة التعليمية التي تشمل الطالب والمقرر الدراسي وحالة (فصل) التعليم ذاته. هذه المنظمة يمكن تفعيلها من خلال تطوير المناهج لتتوافق مع متطلبات العصر وإعداد المعلم لتمكينه من التوافق مع معطيات العصر وتحديث المؤسسة التعليمية لتستوعب مخرجات العصر، ولاسيما ونحن نعيش في عالم متغير تقنياً ومعلوماتياً في مختلف المجالات. وسبيلنا لمواكبة هذا العصر هو تطوير التعليم الأمر الذي يدعو لإعادة النظر في العملية التعليمية وفي المبتدى يتم العناية بالمعلم وإعداده إعداداً يؤهله لقيادة مرحلة التطوير مع الوضع في الاعتبار أن هذا الإعداد يجب أن يتضمن تناقل الخبرات والاهتمام بوسائل التجريب وإكسابه مهارات التعامل مع مجالات مختلفة ومتنوعة ذات علاقة بقطاعات المجتمع الرسمية والمدنية التي تحتاج مهارات خاصة ومتميزة والإلمام بالتكنولوجيا المعلوماتية وتوظيفها وفي المقدمة الإلمام بشبكة الإنترنت والقنوات الفضائية واستخدامها في نشر أنماط جديدة في العملية التعليمية كالتعليم المستمر والممتد والتعليم بالمشاركة وغيره من تلك الأنماط المستحدثة. ونعتبر حينئذ المؤسسة التعليمية بمثابة مؤسسة اجتماعية فاعلة ليس هذا على المستوى التعليمي فقط بل كذلك على مستوى بناء شخصية الطالب ثقافياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً بحيث يتمكن من خلال انخراطه في الأنشطة والفعاليات المختلفة على مستوى المؤسسة التعليمية ومستوى البيئة فبناء الشخصية ينبني على المشاركة المنفتحة الناقدة المرتبطة بقضايا مجتمعها. والمؤسسة التعليمية ذات طبيعة مختلفة من حيث اعتمادها على البيئة والبحوث التطبيقية والنوعية. وحيث إننا نعيش عالماً متغيراً فالمرحلة المقبلة تحتاج إلى ارتباط المؤسسة التعليمية بالمجتمع وتقديم العون في مختلف التخصصات للنهوض بحركة المجتمع وقطاعات الإنتاج والخدمات. وحينئذ تعتبر المؤسسة التعليمية في هذا العالم المتغير بمثابة مركز لاكتشاف الموهوبين والمبدعين، وممارسة أنشطة هادفة تتطلب إعداد المؤسسة التعليمية إعداداً حديثاً بحيث تكون مقراً للتثقيف فتقيم الندوات واللقاءات التثقيفية والمحاضرات ووسائل الإرشاد والتوجيه الثقافي. وفي نفس الوقت تكون مقراً لممارسة الأنشطة وإدخال واستخدام التكنولوجيا الحديثة، ومقراً للتربية الصحية والاجتماعية والنفسية ومقراً عيادياً لحل مشكلات الطلاب في أي اتجاه كانت وكذلك مقراً للإعداد المهني والتأهيل. وكون أن المؤسسة التعليمية في هذا العالم المتغير مشاركة بفاعلية كبيرة في الإعداد وتأهيل كوادر علمية وفنية لبناء المستقبل فهي تعنى بالعمل على تطوير الأدوار والتوسع في استخدام التكنولوجيا الحديثة فهل لنا أن نهتم بنظام التعليم المفتوح كنمط من أنماط التعليم الجديدة في ربوع العالم المتحضر كان يتخرج الطالب من المدرسة الثانوية مؤهلاً للعمل في أي مجال من مجالات الإنتاج ثم يعود للجامعة ليكمل سنتين أو ثلاثا ثم يخرج لميدان العمل وبعدها يعود ليكمل باقي التعليم الجامعي وهكذا.. يضاف إلى ذلك التوسع في نظم التعليم المستمر تجسيداً لمفهوم التعليم مدى الحياة (من المهد إلى اللحد) وهذا يتطلب توفير الأدوات والمعدات اللازمة لتحسين عملية التعليم داخل المؤسسة التعليمية لإمكانية توصيل المعلومات والبيانات للطالب بشكل علمي ومباشر، مع الوضع في الاعتبار أنه بمعرفة وعن طريق التعليم يمكن لنا أن نزهو ونتنافس مع العالم المتقدم في تطوير المحتوى العلمي وبرامج الدراسة وفي النواحي العلمية التي تسهم إسهاماً كبيراً في تكوين شخصية الطالب، وتشجيعه على الإقدام والمشاركة في الأنشطة المختلفة ورعاية الموهوبين منهم فضلاً عن إعطاء المزيد من الرعاية الاجتماعية والنفسية والصحية اللازمة لهم بما يمكنهم من العطاء المتوافق مع عالم متغير. (وللحديث بقية)
|
|
|
| |
|