| |
تناقش (33) بحثاً في تسع جلسات أمير المدينة المنورة يرعى ندوة (القرآن في الدراسات الاستشراقية).. الثلاثاء القادم
|
|
* المدينة المنورة - الجزيرة: تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة المدينة المنورة، وبحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد المشرف العام على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، ينظم مجمع الملك فهد بمشيئة الله تعالى ندوة: (القرآن في الدراسات الاستشراقية) في يوم الثلاثاء السادس عشر من شهر شوال الجاري وتستمر ثلاثة أيام. وتناقش من خلال تسع جلسات (33) بحثاً، وذلك في القاعة الرئيسة بفندق ميريديان المدينة. وقال الأمين العام للمجمع رئيس اللجنة التحضيرية للندوة الأستاذ الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي: لقد نصت أهداف الندوة على دراسة آراء المستشرقين حول القرآن الكريم دراسة تقويمية، وبيان مناهجهم، ودراسة النظريات الغربية والاتجاهات الحديثة في دراسة القرآن الكريم، وحصر هذه الآراء والنظريات، والتعريف بجهود علماء المسلمين في تقويم كتابات المستشرقين، وإزالة العوائق الفكرية التي تحول بين دارسي الإسلام والفهم السليم للقرآن الكريم، والتنبيه على أخطار تحريف مقاصد القرآن الكريم في تشويه صورة الإسلام، وإثراء الساحة العلمية بكتابات نقدية جادة تتصل بالدراسات الاستشراقية، وتنمية أوجه التعاون المثمر بين المعنيين والمهتمين بهذه الدراسات. على أننا نؤكد أن لغة البحث العلمي الرصين ينبغي أن تُراعى في صياغة البحوث المجازة. دراسات المستشرقين ومن ناحية أخرى، عبر عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية عن تطلعاتهم بخروج ندوة: (القرآن في الدراسات الاستشراقية) بنتائج طيبة ومفيدة تعود بالنفع على الإسلام والمسلمين. قال الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الشثري عميد كلية أصول الدين بالرياض: إن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله له إذ قال منزله جل جلاله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}. وهذا الحفظ من أعظم آيات الله ونعمته على عباده المؤمنين، فقد حفظ الله ألفاظه من التغير فيها، والزيادة والنقص، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف محرف معنى من معانيه، إلا ويقيض الله له من يرد عليه ويبين الحق المبين. وأضاف أن هذه الندوة التي تعني بدراسات المستشرقين وأهدافهم، تعد من أهم الندوات التي تخدم كتاب الله، وتذب عنه الافتراءات والتحريفات الصادرة من أعداء الإسلام، وسيكون لها - إن شاء الله- ثمرات وفوائد عظيمة وذلك من خلال الأبحاث التي تضمنتها في محاورها، ومن آثرها كشف الزيف الذي يخطط له أقطاب المستشرقين في مناهجهم للنيل من الإسلام وتشويه صورته، وكذلك سيكون من فوائدها معرفة ما تنطوي عليه أهداف الاستشراق ومدارسه، وتعزز الوعي عند أهل الإسلام إلى الأخطار التي تنجم عن مناهج المستشرقين في تحريف مقاصد القرآن الكريم. الرد على المزاعم أما الدكتور فهد بن سليمان الفهيد وكيل كلية أصول الدين للدراسات العليا بالرياض، فأشار إلى أن الله - جل وعلا - حفظ القرآن من كيد الكائدين، ومن مكر الماكرين: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ * وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ * إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ}، وقال تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقال: إن من ألد أعداء المسلمين من يدرس القرآن والسنة لغرض الطعن والتشويه، وإثارة الشبه، وهذا يفعله كثير من المستشرقين الذين غرضهم الإساءة لهذا الدين، ومن الواجبات على اصحاب الاختصاص الرد على مزاعمهم، وفضح مقاصدهم، وكشف عوارهم، والرد على ما يثيرونه من الشبه، وهذا لا يتأتى على وجه كامل إلا بالعناية والتشبع لمناهج هؤلاء المستشرقين، والاطلاع على أهدافهم، وهذا ما يظهر من عنوان هذه الندوة المباركة. وعبر فضيلته عن تطلعه وأمله من المشاركين في هذه الندوة ببحوثهم، وأوراق العمل المقدمة إلى ما فيه نصر للإسلام والقرآن والسنة، والرد على ترهات المستشرقين، راجياً أن تشمل هذه الندوة على رموز المستشرقين ومؤلفاتهم ومصادرهم التي يعولون عليها، وأبرز مدارس الاستشراق في هذا العصر وطرق الرد عليهم، والأساليب التي ينبغي سلوكها معهم، وينتظر من هذه الندوة اخراج البحوث المتعلقة بذلك، وحبذا أن تلخص وتطبع في كتاب واحد مشتمل على خلاصة ما توصل إليه الباحثون والمختصون في هذا المجال. زرع الخلاف وأشار الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الجربوع عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أن الجهات التي استهدفت تحريف معاني القرآن الكريم، تعددت وتنوعت أهدافها وأساليبها في ذلك، وفي العصور المتأخرة مع التحضير للهجوم الصليبي على الدول الإسلامية بعد الحروب الصليبية، وما عرف بالاستعمار الحديث الذي قامت به الدول الغربية النصرانية، كان الاستشراق سابقاً ومواكباً ومعقباً لذلك الهجوم الشرس وجزءاً من المعركة ممهداً لها ومسانداً ومرسخاً لآثارها، وسعى المستشرقون إلى التعرف على ثغرات المسلمين، وإلى اضعافهم بطرق أهمها: صدهم عن الفهم الصحيح للإسلام، وذلك بتحريف معاني القرآن الكريم، وإبراز التفاسير الشاذة، وتقليب الأمور، وإثارة الشكوك والمتشابه من القول ونحوها. وقال الدكتور الجربوع: إن من طرقهم في اضعاف المسلمين زرع بذور الخلاف والفتنة عن طريق احياء الأفكار الضالة والعقائد المنحرفة والاستدلال بالقرآن عليها، وتشويه صورة الإسلام بإدراج الروايات المكذوبة، والمعاني المغلوطة، وإخفاء محاسنه ونسبة الزور إليه، بقصد الصد عن الإسلام وتشكيك أهله فيه. وتمنى فضيلته من الندوة العناية بالتنبيه إلى تلك الأفكار القائمة على تحريف مقاصد القرآن، وعنايتها بتنمية الوعي العلمي لنقد الاستشراق، ودراسة وفضح أساليبه وأهدافه، أمر بالغ الأهمية، وفرض كفائي على الأمة، وخطوة مباركة في العمل بالنهوض بالأمة وتخلصيها من داء أصاب مقاتلها، وسعى إلى تكدير مشاربها، وسرت لوثته في كثير من أقطار المسلمين وغيرها من البلاد، واعتمدت معطياته في مناهجها ووسائل إعلامها، ولا شك أن هذه الندوة بمقاصدها المباركة وأهدافها الخيرة باب من أبواب الجهاد، مضماره المجابهة الإعلامية الفكرية ثغرة في حصن الإسلام تسلل منها أولئك المفسدون اغترار المثقفين كما اعتبر الدكتور إبراهيم بن سعيد بن حمد الدوسري أستاذ القرآن وعلومه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هذه الندوة بأنها احدى الوسائل الحضارية في إبراز الصورة المشرقة لمقاصد القرآن الكريم وأهدافه السامية الربانية التي تهتم بالبناء الإنساني ورقيه إلى أسمى المراتب وأسناها، فلا ريب أن المدارس الاستشراقية قد جانبت الصواب في كثير من القضايا التي عنيت بها، وإن كان أكثرها مدفوعاً بقصد تحريف مباني القرآن الكريم ومعانيه ومقاصده وإظهارها على وجوه هو منها براء. ولسنا بصدد بيان تلك الدوافع وتفصيلاتها، غير أن التصدي لها يعد ضرورة ملحة لاحقاق الحق بالحجة والبرهان ودمغ الباطل بكشف النقاب عن أغراضه واماطة اللثام عن مآربه، ولا سيما أن بعض المثقفين ربما اغتر ببعض طروحاتهم بدعوى الموضوعية التي يزعمونها. مواجهة المنحرفين وأكد الدكتور فالح بن محمد الصغير الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إنه مهما فعل أهل الأهواء من أهل الكتاب وغيرهم فلن يستطيعوا محو هذا الكتاب الذي أودعه الله في الصدور، كما قال سبحانه: {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}. أما ما يفعلونه من التشويش والتشويه، فيزول بإذن الله تعالى بأسباب عديدة، منها سلامة الفطرة التي تأبى الأفكار المنحرفة والشبهات الباطلة. ومما يعزز هذه الفطرة ويحفظها من التأثر بهذه الأهواء من الشبهات: الإقبال على كتاب الله تلاوتة وحفظاً، وإنشاء الجمعيات والمدارس التي تختص بذلك وتنشره بين الناس، لتريبة أجيال المسلمين على تعظيم هذا الكتاب الكريم ودراسته، كما أن من أهم الأسباب كذلك: قيام العلماء بدورهم في مواجهة محاولات المحرفين وأهل الهوى بالحجة واليبان: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}، ومن الأسباب المهمة المؤثرة: إقامة الدورات العلمية والمؤتمرات والندوات التي تتناول مقاصد هذا الكتاب العظيم بالبحث والدراسة وتتناول محاولات المغرضين للنيل منه بالبيان والتنفيد. ومن هنا فإننا نرى أن هذه الندوة المباركة أحد أهم الأسباب لصد عاديات أهل النفاق والهوى لإطفاء هذا النور المبين الذين أنزله الله للعالمين، خصوصاً أن من أهم مقاصد الندوة التنيبه إلى أخطار تحريف مقاصد القرآن في تشويه صورة الإسلام، وتنمية الوعي العلمي الناقد للاستشراق ومدارسه. وأكد أن هذين المقصدين من أهم الأمور التي يحتاج إليها المسلمون في الوقت الحالي والواقع المعاصر، بعد أن أصبح الافتراء على الإسلام والقرآن مطية للسفهاء من كل حدب وصوب، مع سماح حكومات الغرب بذلك، كما كان منذ سنوات بظهور المدعو سليمان رشدي بآياته الشيطانية، ثم تتابع على نهجه رجال ونساء يفترون على الوحي المبين، ويستخفون بمشاعر المسلمين ومقدساتهم، ومن آخرهم نائبة هولندية من أصل صومالي تدعو إلى الإباحية وتسخر من نصوص القرآن الكريم، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، فلابد أن تزايد الأمة على محاولات هؤلاء بجهود فورية مضادة أمام كل عدوان وافتراء، بل بمبادرات مستمرة تبادرهم وتضعف أصواتهم المنكرة، فإن هؤلاء لا ينشطون إلا عند فتور المسلمين وغفلتهم. وشدد فضيلته على أنه يجب - في السياق نفسه - مواجهة دراسات المستشرقين التي تدس السم في العسل بحيل وأساليب ماكرة بنشر الوعي بهذه الأساليب وبيانها وتحذير الناس من الاغترار بها وتوجيههم إلى اتباع علماء الأمة وعدم السير وراء هذه الدراسات المغرضة. كل هذا مع نشر الدراسات القرآنية، والتأكيد عليها في البناء العلمي لدى المسلمين.
|
|
|
| |
|