كان منهمكاً يكتب، وفجأة انتشر ظلال كسحابة سوداء متحركة على الورقة.. توقف عن الكتابة في منتصف السطر.. حدق فرأى شيئاً عجيباً على الورقة، ظلاً لجسم أسطوري.. وهو في غمرة الكتابة نسي أن الورقة ورقة، وخيل إليه أنها صحراء مترامية الأطراف، وأن جسده تجسد في ريشة قلمه، وأن هذا الظل لهذا الجسم الأسطوري سحابة تغطيه وتحاصره وتكتمه.. فرفع رأسه كمن يرفعها إلى السماء، حدق أولاً في المصباح القريب الذي
...>>>...
بعد فترة وجيزة من الزمن، رن الهاتف جاءني صوته الحزين، فصمدت حروفي، اجتاحني حزن زمجر في داخلي بموجة غضب عارمة. حروفي أبت المضي معه أبت التفاعل مع عبارات الترجي، صامدة
تلك الحروف، كلماته تلج مسامعي لكن.. يصدها حاجز منيع، يحاول فرش الوعود المتدفقة بسيل عبارات المحبة تهز ذاكرتي بأحلامنا الهاربة، يعلو جسر
...>>>...
بين الشعر والنثر تراوح عوالم ديوان (صحراء تخرج من فضاء القميص) للشاعر دخيل الخليفة، لنرى النص تلو الآخر يهيئ مشروع الأسئلة الحادة كنصال لعالم لم يعد للبراءات أي وجود فيه.
لم يعد (كريِّم الهزاع) هو ذاك الرمز القوي في تيه صحراء نقشت وشمها في الذاكرة، بل لم تعد إيماءات الشاعر الخليفة نحو جراحات كثيرة مفيدة لتجربة إنسان سريرته النقاء، وواقعه البهاء الذي يغمر أعطاف الرمل على نحو ما يستهله في ترانيم
...>>>...
سأبدأ من (حتى)، لألغي تلك المسافة الرتيبة والخانقة، ولأفتعل بعض الخطو الإيجابي الناضج.
***
شيء ما يرغمني على هذا البوح الجديد، يدفعني فجأة خارج أسواري وأبوابي المغلقة، شيء ما، أو مجهولٌ ما، يعرج في سماوات سكوني، منتحلاً وهجاً غيبياً، أو شجناً غائباً، أو شكلاً هلامياً لا أفقياً أو عرضياً، ولا عمودياً مستطيلاً، بل هو أقرب إلى دائرة فضفاضة حيناً، وخانقة أحياناً أخرى.