لحظة غضب هزت وجداني.. جذبت جسدي ابتعدت.. أمسكت بمقبض الباب وخرجت.. صرخة تصاعدت.. تلاحقني..
بعد فترة وجيزة من الزمن، رن الهاتف جاءني صوته الحزين، فصمدت حروفي، اجتاحني حزن زمجر في داخلي بموجة غضب عارمة. حروفي أبت المضي معه أبت التفاعل مع عبارات الترجي، صامدة
تلك الحروف، كلماته تلج مسامعي لكن.. يصدها حاجز منيع، يحاول فرش الوعود المتدفقة بسيل عبارات المحبة تهز ذاكرتي بأحلامنا الهاربة، يعلو جسر المحبة شاهقاً في كل ليلة حيث حفلة عرس أحلامنا.. يكبر كل ليلة.. وما إن أفيق حتى يتلاشى ذلك السور الكبير..! عند ذلك تقطع عليه عباراتي
الغاضبة.. دائماً تزمجر في داخلي بهتاف المحبة الذي يولد مع الحلم الكبير..
مشيت امتطيت جواد الأمل تشبثت به بكل قوة.. ولكن!! مضت حروفي ثكلى مؤنبة.
بعد لحظات من الألم ومعركة الحديث المتبادل التي مرت فوق نهر الحياة. جاءني دخل دون استئذان اقترب، لكن الألم كان مندثراً في عينيه، رأيته حيث كان غروره المحطم يبعثر خطواته ويصده عن المضي قدماً..!!
بعد ذلك تكون المناقشة.. تكون تلك الأسئلة السقيمة وهو ما زال متشبثاً بغروره.. بغضب مصطنع.. وبقلب مهتز مهترئ يقضم الكلمات التي تتقاطر.. التقت نظرته بعيني التي غطست في بحر من الدموع..! هتفت أين أنت؟.. ولماذا رحلت؟.
نعم!! ماذا تقول؟..
بدأت سرد كلماتي كأنها تنطلق من قلبي..
عندما تصمد أمام الآخرين عندما تشتري ذاتك، تمتلك حرية رأيك، وتكبر بذاتك وبرغباتك وتجول بصهوة الفارس المقدام عندها فقط نلتقي.. نمشي سوياً على طريق واحد.
لكن طالما أنك كرة تتلاعب بها الأقدام في جميع جهات العائلة، فإن حريتك قد انتهت في سجن الآخرين قيود شلت حركة ذاتك، وبعثرت كرامتك ولا يروق لي المضي قدماً معك في طريق المتاهة لا نلتمس طريقنا إلا من خلال أعينهم لا نرى الضوء، نمشي على ظلال الآخرين. تقودنا كلماتهم المستغلة لماذا؟ نحن نقف على مفترق طرق، أما ترى النور معي بذاتك وبرأيك، وبحدسك كرجل وبنظرتك. وإن أخطأنا في بعضها.. وإن تهنا.. وإن تاهت خطواتنا في بعض ثنيات الطريق إلا أننا في النهاية سنعثر على الطريق الصحيح بأنفسنا ودون قيادة من أحد..
أو.. رمت كلماتها الحارقة وهزت بجسدها النحيل مبتعدة..
تأوه.. ثم انحنى.. ببطء وخجل.. فهز رأسه ومضى..!!