أيقنت أن ذاكرة الشوق
مشنوقة في مساءات الانشطار
بينها وبين عوسجة العشق الرصين
دروب طويلة
كالحلم المتروك على حافة الريح
هو المعنى المصلوب على باب الجمر العتيد
أم أضحى شهقة الانبهار الوليد
أسمع في فمي أصوات تصرخ
تنوء بحقول النزيف
وصرير يبتلع الهذيان الكفيف
وينمو فوق وجهي
القيظ المستفحل
النابت في أغوار المدن الجائعة
المموه كملامح التاريخ المبتل
وأنا خارج خيانات هذا الجسد المحتل
أراني أعدو باتجاه المنافي القديمة
بسيقان سقيمة
أنسلخ عن زمن الانهيار المضمد بالخوف
أحاول أن استلم المقل الضريرة
أحاول أن أفر من الشهقات الأخيرة
فأبدو حلما كسيحا.. على مد البصر
والفجوات تفتح للفجيعة بوابة
للانفلات من عاصفة البدء
حيث المدن تقتل العويل المرتج
حيث المقابر الحبلى تخشى الاملاق الفج
لكن ثمة أذكارا تحتشد بالقلب المستكين
ومسبحة تفتح في يدي اليقين
وصلوات تبشر بالرحمة في النيات العفوية
رويدا..
رويدا..