باتت تنادي أطربت آذاني
والفكر أوقظ فاستقام لساني
فنثرت دراً كي أفرج كربة
عن شاعر قالت له تهواني
هو أول الساعات يسمع جملة
رقراقة من صوتها الرنان
فأجبتها والشعر شهد من فمي
والسن يضحك والسرور علاني
هي رابع المرات جئتك زائراً
والقلب في شوق وفي وجدان
إني لأهوى فيك كل خميلة
فوق السحاب وتحت بالوديان
في (السودة) الخضراء كان مقامنا
السير فيها مطرب الأجفان
كم من طيور هاجرت لجمالها
أمست مساكنها على الأغصان
زرنا (العزيزة) في رباها جنة
بربيعها مزدانة الألوان
هي آية في حسنها وجمالها
إن (العزيزة) زينة الأوطان
(أبها) تباهى العشب فوق ترابها
من بعد وبل الغيم والأمزان
إن الضباب لمنظر حظيت به
(أبها) البهية باقة الريحان
فيها السيوف النيَّرات بقبة
زرقاء لم تر مثلها العينان
فيها الجبال مع الينابيع التي
تجري بأعلاها إلى القيعان
فسل (العزيزة) هل لساني صادق
ينبيك شلال بها ببيان
وسل الطيور الواردات مياهها
وأسأل أهالي الشعب والوديان
إني لأعشق أرضها وسماءها
وهواءها الصّافي بكل مكان
ودّعتها والقلب ينبض شعره
(أبها) البهيّة جنة البلدان