من نافلة القول الإشارة إلى نجاح ملتقى أدبي الباحة حول الرواية والتحولات الاجتماعية.. من لم تسبق له مثل هذه التجارب فلن يعي حجم الجهد والركض على مدى شهور سبقت الملتقى وأيام لحقته.. كل ما يتصل بالاستعدادات والترتيبات غير (المادية) لن يشكل هماً حقيقياً لأولئك الرجال الذين نذروا أوقاتهم وحرياتهم لخدمة الوعي والإسهام الفعال في تشكيل ملامح معرفة أو ثقافة ما..
يبقى الأمر الأهم كما أشرت إلى الدعم المادي والتمويل والإنفاق.. فكيف لما لدينا من أحلام ورؤى أن تبصر النور أو يبصرها هو ما دمنا لا نملك إلإ الذكر عندما لم نملك الخيل أو المال فلم تسعد الحال... نقرأ دائماً امتيازات الرعاة الماسي والبلاتيني ونحوهما لكننا لسنا متعودين على رؤيتهم في مجالات الثقافة على وجه التحديد..والأسباب أجل من التعداد.. إلا من أوفياء قلائل كان أحدهم الشيخ الكريم محمد الحمراني..الراعي الأوحد مادياً لملتقى نادي الباحة الأدبي..
كم يلزمنا من الوقت لكي نصل إلى درجة من الوعي بالثقافة تكون معها الثقافة صفقة تجارية لرجل أعمال.. تهفو إليها أفئدتهم كما تتداعى أطماعهم إلى مناقصات المشروعات الحكومية.. وكم يلزمنا من الأساليب التي نستطيع عبرها أن نوصل إلى رجال الأعمال والقطاع الخاص بصورة عامة ما اقتنع به الشيخ الحمراني من ذات نفسه ودون مزيد إلحاح واستجداء.. أتذكر جائزة باحة الفنون أتذكر شكل الفرح والإحساس بالإنجاز والنجاح عندما ذكر الرجل الأول للجائزة الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود أن هذا المستوى المشرف للجائزة لم يكن ليتحقق لولا دعم المخلصين من أبنائها أمثال الشيخ ابن زومه والحمراني وآخرين..
الدعم المادي أساس لا يمكن أن نتجاوزه .. والقطاع الخاص ورجال الأعمال لدينا أبعد ما يكونون عن القيام بأقل واجباتهم تجاه وطنهم وأفراد شعبهم وتجاه الوعي الإنساني بالقيم الجمالية والثقافة..
تحية اعتزاز نهديها للشيخ الكريم محمد الحمراني.. متمنين أن يحذو رجال الأعمال حذوه وأن يتخذوا العطاء والدعم منهجاً ثابتاً وأساسياً هدفه الرئيس خدمة الوطن والثقافة..