مع ثورة الاتصالات وازدياد أهمية استخدام الإنترنت في حياتنا اليومية، ومع تنامي أعداد منتديات الدردشة أو المواضيع المختلفة، برزت على الساحة المحلية عدد من المواقع أو المنتديات المتخصصة بالفنون البصرية، وغالباً ما تضم صفحة رئيسة مع رابط لمستنسخات من أعمال فنانين وفنانات مختارين، وبالتأكيد المنتدى الذي يتم طرح مواضيع منقولة أو جديدة لكتاب لا يتسنى لهم عادة الكتابة في المطبوعات المحلية تحت أسمائهم الصريحة أو المستعارة! كما أن البعض يقوم بنقل مواضيعه المنشورة أو مواضيع غيره من مصادر متنوعة كالصحف والمجلات الإلكترونية إلى هذه المنتديات، أيضا برزت المدونات أو الصفحات الشخصية لبعض الفنانين والفنانات التي يختلف محتواها بين الطابع الشمولي في مجال الفنون أو الطابع الخاص الذي يخدم تجربة الفنان الذاتية.
وتجذب تلك المنتديات عدداً لا بأس به من المتابعين سواء للمشاركة أو فقط المشاهدة، بل من الممكن تصنيف هؤلاء إلى فئات حسب نوعية تلك المتابعة، الفئة الأولى تهدف إلى نشر الوعي والثقافة التشكيلية بطرحها المميز أو نقلها الأمين لأطروحات الآخرين وقراءة الأعمال ومستنسخات الأعمال الفنية في المنتدى بأسلوب نقدي هادف لرفع مستوى أداء العمل التشكيلي بوصفه العام وتشجيع الفنان الناشئ على وجه الخصوص دون تلميعه ومجاملته بما لا يستحق، وهم من يمكن أن نطلق عليهم المجتهدين بلا مقابل لنشر الثقافة التشكيلية.
أما الفئة الثانية فهي التي غالباً (وليس دائما) ما تستخدم أسماء مستعارة وتستغل غياب الرقابة على المنتدى للتجريح في الآخرين معتقدين أنهم بذلك يتفننون في أساليب النقد وتجدهم يفردون عضلات لهم لا تكاد تظهر على أرض الواقع! هؤلاء يمكن وصفهم تبعا لتصنيف الشافعي (جاهل ولا يعلم أنه جاهل فذلك......).
أما الفئة الثالثة والغالبة فهم بالطبع المتابعين لغرض الاطلاع على الأخبار التشكيلية أو مجرد تضييع الوقت وهم برغم أهمية مشاركتهم الكمية كزوار للموقع إلا أن إضافتهم الفكرية محدودة، بل هم المستهدفون لنشر الثقافة التشكيلية. كما تضم المجموعة العديد من المبتدئين في ممارسة الفنون الذين يرغبون في تلقي المزيد من المعرفة والاحتكاك، إلا أن الجانب السلبي في مشاركاتهم هو إغراق الأعمال الفنية المطروحة في المنتديات بالمديح غير الواقعي في كثير من الأحيان.
هذه المواقع تعد بيئة خصبة ومرتع يلتقي فيه المهمتين بالفنون ويتبادلون الهموم والآمال والتطلعات، وكل يبدي رأيه بلا تحفظ خصوصاً إذا استخدم اسما مستعارا، وفي جميع الحالات يجب ألا نغفل أهمية مثل هذه المواقع، حتى وإن لم تكن مخرجاتها الكتابية مبدعات في حد ذاتها إلا أنها تيسر عملية البحث والاطلاع ومتابعة ما هو جديد في عالم الفنون البصرية بشكل عام وفي مجال الحركة التشكيلية المحلية على وجه الخصوص.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتبة«7816» ثم أرسلها إلى الكود 82244