في هذه الحقيبة نسلط الضوء على المعرض التشكيلي المشارك في مناسبة اليوم الوطني ضمن الفعاليات الثقافية التي وجه معالي الأستاذ إياد مدني بتنظيمها في مركز الملك فهد الثقافي افتتحت على شرف الأديب الشيخ عبدالله بن خميس بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز السبيل، كما يحق لنا أن نتحدث عن معرض أقيم في فترة لم يكن لنا فيها فرصة للحديث عنه بشكل يستحقه نظراً لالتفات الصفحات التشكيلية في تلك الفترة من نهاية شهر شعبان إلى الحدث الكبير الذي يمثله انعقاد الجمعية العمومية التأسيسية لجمعية التشكيليين.
شرف وتشريف
لم يكن تواجد الفن التشكيلي في هذه المناسبة لمجرد الاستجابة للمسابقة ولم تكن الجوائز هدفا للتشكيليين أو سبيلا لجذبهم بقدر ما كان تواجد التشكيليين بأعمالهم إسهاما وطنيا تجاوب معه الكثير من الفنانين في مختلف مناطق المملكة، لتأتي الجوائز تكريما وتحفيزا على العطاء وإشعال روح المنافسة، كما أن وجود الفن التشكيلي في هذه المناسبة شرف كبير للفنانين بما أتيح لهم من فرصة للتعبير عن كل مشاعر الولاء والانتماء بأدواتهم التي تشكل الوسيلة الصادقة لإظهار تلك الأحاسيس، كما يعتبر التشكيليون مشاركتهم بهذا المعرض تشريفا من وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشئون الثقافية للفن التشكيلي، كما جاء في كلمة وكيل الوزارة للشئون الثقافية في مقدمة كتيب المعرض يقول فيها (لعل تنظيم مسابقة الوطن في عيون التشكيليين بمناسبة ذكرى اليوم الوطني هي مشاركة تجسد حس الانتماء الوطني والحفاظ على المكتسبات التاريخية والثقافية والفنية وتعكس رؤية الفنانين والفنانات للوطن من خلال إبداعهم الفني).
أسماء وجوائز
غالبية المشاركين كانت من مختلف المناطق وكانت كفة منطقة مكة والمدينة وعسير الأكثر تواجدا يليها المنطقة الشرقية مع غياب للفنانين في المنطقة الوسطى، المسابقة التي كان عنوانها الوطن في عيون التشكيليين وفاز فيها تسعة عشر فنانا من الجنسين تميز من بينهم الفنان محمد سيام بعملين بينما فاز كل فنان من التسعة عشر بلوحة واحدة جاءوا على النحو التالي، محمد الرباط، عبدالناصر غارم، علي حسين، سامي البار، محمد سيام، نوال السريحي، محمد بنتن، مفرح عسيري، حنان حلواني، فهد خليف، محمد جمال، أحمد المغلوث، عادل حسينون، أمينة الزهراني، فوزية القثمي، إيمان الجبرين، شجعان الرويس، راشد شعشعي.
تشكيليو الطائف
نعود لمعرض فناني الطائف ونبدأ حديثنا عن هذا المعرض بأغنية: (جينا من الطايف والطايف رخى ... والساقية تسقي يا هوى يا هوى)
هكذا شعرت وتذكرت الأغنية الرائعة للمبدع الراحل طلال مداح وبلحنها الطائفي المتميز، كان هذا عند زيارتي وحضوري افتتاح معرض جماعة فناني الطائف المفترض تسميته معرض جماعة تعاكظ، كون الفنانين المشاركين هم من يشكل جسد الجماعة، المهم أن المعرض أقيم في موعد اختير بذكاء، إن كان هناك يد لمن اختاره؛ إذ توافق مع إقامة اللقاء التاريخي للتشكيليين على مستوى المملكة بمناسبة تأسيس الجمعية، فكان للفنانين دعوة من الدكتور عبدالعزيز السبيل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للحضور لزيارة المعرض وتهيئة سبل الانتقال إليه من مركز الملك فهد إلى مركز الملك عبدالعزيز وذلك تلبية لطلب تقدم به الفنان المتألق فيصل الخديدي للدكتور عبدالعزيز لإعلانها على المنبر، الدعوة قوبلت بالإيجاب من غالبية الحضور الذين امتلأ بهم المعرض.
حملوا الاسم وتحملوا مسئوليته
قبل أن نتحدث عن تجارب الشباب الطائفي الذين جاءوا إلى الرياض برائحة ورد الطائف وطعم رمانها المشهور، يجب أن نقف احتراماً لهم ولجهودهم في تأسيس جماعتهم والمشاركة في دعم سياحة الطائف وإبداع مثقفيها والانتقال بهذا الاسم إلى مختلف مناطق المملكة من خلال فنونهم التشكيلية، هذه الجهود الشبابية لهذه المجموعة ومن سيلحق بركبهم وينضم إليهم لم يكن لها وجود من قبل، وهذا لا يعني أي اتهام للزملاء السابقين بالتقصير، ولكنها الظروف الجديدة وقدرة هؤلاء الشباب على الاستفادة منها، إضافة إلى وجود منافسات مشابهة تمثلها مجموعات أخرى استطاع هؤلاء الشباب الوقوف معها ومنافستها، خصوصاً المجموعات التي تحمل اسم الموقع التي تتواجد فيه منها جماعة المدينة وجماعة الرياض وجماعة الدوادمي وجماعة الجوف وجماعة عنيزة، هذه المجموعات وما تحمله من تسميات تجعلها سبيلاً للتعريف بمدنها ومحافظاتها إعلامياً من خلال إبداع أعضائها وما يقدمونه من أعمال فنية تحمل إيحاءاتها البيئية والاجتماعية التي أصبحت من أهم مصادر إلهامهم مع ما يضيفونه من تطوير وتجديد في أساليب طرحهم.
عبارات داعمة
تنوع في الطرح والاستلهام
50 عملاً هي محصلة المعرض قدمها الفنانون زايد الزهراني، حمدان محارب، محمد الخبتي، محمد الثقفي، فهد القثامي، فيصل الخديدي، سمر العرابي، ومن الفنانات هبة الوقداني، وفاء الطويرقي (شكلت فيه القدرات والتجارب بخطوط خطوط بيانية بين محاول ومجرب ومتميز، وبما أن مستوى الأعمال في هذه المرحلة لا يشكل أهمية أمام الهدف الأسمى وهو الجماعة ومسيرتها التي ستحقق الكثير من التطور في الأداء وفهما أوسع لدور البحث والتسلح بالثقافة البصرية، وإذا كان لنا إشارات فهي في أن أعمال الخديدي ومحمد الثقفي وفهد القثامي ما يمكن اعتباره مقلة معاصرة تجمعهم فيها قواسم مشتركة ينبغي أن يتحركوا في قادم الأيام بشكل حذر وبهدوء نحو الخطوة الجديدة، فمغامرتهم الجريئة في طرحهم أتاحت لهم مساحة كبيرة من الإبداع عبر مخزون لا ينضب.
أما بقية المشاركين فلديهم الإحساس المتقد والجميل ويمتلكون الموهبة الصادقة التي تؤهلهم للانتقال إلى مراحل أكثر نضجاً في قادم الأيام، أما الأهم في المعرض فهو في أن هؤلاء سيفاجئوننا بالجديد بكل ثقة في معارضهم القادمة.