جبلٌ صمتي إذا ما استبقوا
سقطات القول في سفح الكلام
يتعرون وصمتي شامخ
يتباهى في ثياب من غمام
جبل ترتد عن قمته
نزعات الترب والحقد الزؤام
تتهاوى دونه أسئلة
صاغها الجدب وجلاها الرغام
ربما أسرفت في الطيب إلى
أن تغشتني حماقات اللئام
وسكبت النور حتى نفرت
من تلاع الليل أحقاد الظلام
ها هو الوهن تجلى فجأة
جده والهزل مرفوع المقام
يتمطى الكهف في ظلمته
والسمادير تغني، قام! قام!
هبة عرجاء لاحت فخبت
مثلما تستنفر الجبن المدام
أيها الشيخ الذي نصفه من
غبشٍ أعمى ونصف من قتام
هل تنورت خطى من أدلجوا
وأضاؤوا في الملمات الجسام
باكروا المجد وقالوا غضباً
في الوغى ما لم يقل حد الحسام
عبروا البيد فكانوا مطراً
ينبت الدهشة إن ثار الرغام
كم حنى الطلح لهم هاماته
وتغنت بهم شم الخيام
ورأيناك على أعقابهم
عاصفٌ يؤذي وحقدٌ لا ينام