هنالك في أرض الشام تبلّجت
كواكبُ من ظلمائها وقُتارِها
نرى الطفل فيها أيِّد العزم شامخاً
تقاصَرُ عنه بارجاتُ دمارِها
وشبّانَها صِيداً قد اقتحموا الوغى
وقد جعلوا الأعداءَ أحطابَ نارِها
وذاتِ خِمارٍ مَضَّها الجرح فاشتكت
وقد عَصَبوا أخدودَه بخِمارِها
ولم يدرك الأهلون حين بكتْ دماً
بأنهمُ شجّوا محيّا وقارِها
فأعظمْ بها من عفّةٍ في مُلمّةٍ
تضاءلُ أطماع الهوى في مَدارِها
كذا حادثات الدهر تصقل أهلها
فيشتدّ بأس المصطلي بأوارِها
ألا ليت من قد أسلموها تَنَقّبوا
فليسوا بأهليها ولا أهل ثارِها
إذا اعتكرت يوماً على الناس غمّة
فإن انبلاج اليسر غِبُّ اعتكارِها
ألم تر أن الحالكات إذا دجَتْ
طوى حلكها الداجي بزوغ نهارِها
فقد يجهل المكروب عقبى بلائه
وقد يحمد المكروب ما كان كارِها
ـ الدلم ـ