Culture Magazine Thursday  25/04/2013 G Issue 404
فضاءات
الخميس 15 ,جمادى الآخر 1434   العدد  404
 
إبراهيم الناصر الحميدان
محمد عبد الرزاق القشعمي

 

انتقل إلى الرفيق الأعلى أحد رواد الرواية والقصة في المملكة، الأستاذ إبراهيم الناصر الحميدان صباح يوم الجمعة 26 ربيع الآخر 1434هـ، الموافق 8 مارس 2013م - رحمه الله -، ويسرني أن أُسلط الضوء على بداياته مع القراءة والكتابة. ولد في (الزبير) بالعراق.. وفي صغره بدأ يُطالع بعض الكتب في مكتبة جدة، فنسخ ما يشبه قطعة استهوته.. فتركها ليقرأها والده.. الذي أُعجب بها، وأبلغته والدته بهذا الإعجاب بها، فاعتبره أول مديح أدبي يسمعه، فبدأ يقرأ القصص الدينية، فالكتب الروسية المترجمة وبالذات الروائية. انتقل مع والده إلى (البصرة) حيث يعمل، فدخل مدرسة تحفيظ القرآن، فالمدرسة الابتدائية، فكان ينفق مصروفه في شراء الكتب والصحف ويتابع ما ينشر للشعراء العراقيين من قصائد: بحر العلوم والبياتي والسياب والجواهري.

انتقل للعمل في المملكة (الظهران) حيث شركة (أرامكو) فواصل تعليمه وبالذات للغة الإنجليزية، فتعرف على جريدة الخليج العربي ورئيس تحريرها عبد الله الشباط. انتقل من أرامكو إلى شركة (التابلاين) بـ(رأس مشعاب)، انتقل بعد ذلك للعمل في المستشفى العسكري بالرياض والدمام، وبدأ ينشر المقالات والقصص القصيرة.

بدأ يجمع قصصه المنشورة في وقت مبكر، وأصدر أولاها تحت عنوان: (أمهاتنا والنضال) وذلك في حدود 1380هـ - 1960م. عرض عليه الانتقال لوزارة المواصلات ليرأس تحرير مجلتها الشهرية: (المواصلات).. انتقل بعدها لوزارة التجارة. ولندعه يذكر لنا ما تبقى في الذاكرة بعد مرور خمسين عاماً عليها أو أكثر: (.. كانت علاقتي بالصحافة قد بدأت منذ وقت مبكر قبل التحاقي بالعمل بالمستشفى العسكري عندما وقعت في يدي صحيفة محلية عنوانها: (الخليج العربي)، لأن قراءاتي جاءت تأثراً بخالي المدمن الذي كانت تتركز هوايته على قراءة الصحف التي تأتي من الخارج وهي المطبوعات اللبنانية والمصرية بصورة خاصة. كانت الجريدة فقيرة المادة تعالج مواضيعها بتهيُّب وإن لفت نظري اهتمامها بالشأن العمالي. وكان هناك أكثر من كاتب يستعملون أسماء رمزية، وقد قررت بخطوة جريئة أن أزور إدارة الجريدة وأتعرف على العاملين فيها، وفعلاً ذهبت إليها وتعرفت على رئيس تحريرها وهو الأستاذ: عبد الله أحمد شباط الذي ما زال يكتب في جريدة اليوم، وأرجو منه أن يصحح المعلومات التي أسجلها هنا، لأنني أحاول انتزاعها من الذاكرة المكدودة إذا ما كانت ذاكرته أفضل مني، وقد أبديت رغبتي في التعاون مع الجريدة، فأظهر ترحيبه وهذا ما تم إذ بدأت أكتب في الصحيفة مواضيع اجتماعية مختلفة ثم تطور التعاون عندما أوكل إلي الإشراف على الصفحة الأدبية التي تقرر بأن تصدر أسبوعياً، وعن طريق الجريدة تعرفت على بعض كُتّابها وأشهرهم: الأخ (عبد العزيز مؤمنة) أعتقد أنه يعيش ما بين جدة وبيروت و(أحمد طاشكندي) متقاعد ويقيم في مدينة الرياض حالياً ثم الصديق (خليل الفزيع) عضو فاعل في نادي المنطقة الشرقية وكان قبلها مسؤول التحرير بجريدة اليوم لفترة طويلة، كما عمل في مطبوعات في الخليج فترة من الزمن، ومن هذه الجهة انطلق تعاوني مع الصحف المحلية الأخرى، لأن التواصل مع صحافتنا المحلية صعب جداً حينذاك لضعف الإمكانيات البريدية ووسائل الاتصال بصورة عامة، وقد تركزت أكثر مشاركاتي مع صحيفة (القصيم) لصاحبها المرحوم: (عبد الله العلي الصانع) وكان يرأس تحريرها الصديق (عبد العزيز عبد الله التويجري).

رحم الله الفقيد، وعزائي للوسط الثقافي في المملكة بخاصة وللعرب عامة.

(1) غربة المكان.. صفحات من السيرة الذاتية، إبراهيم الناصر الحميدان، القاهرة: دار السمطي، ط1، 1430هـ - 2009م، ص 123 - 124.

الرياض

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة