- لا يجب على (إعادة التدوير) أن يبقى (فناً) صناعياً وفقط, بل يجب أن يمارسَ كفن قائم بحرفيته في كل ما حولنا, ليس كمنتج بجودة أقل, وإنما أجود وأَمتع حول دائرة ضوء المعايير التي تُشكل الأفكار, وتُرَاكم المعارف, والعقول المتوثبة دائماً للاحتفاء المرن؛ ليخلو لنا وجه النور المحجوب ونُكوّن إرثاً جديداً لا يَبرأ من قديمه بل يمضي معه قلباً بقلب.
* بعض المعجزات لا تتدخلُ في اللحظة الأخيرة, كما يحدث في أفلام الـ (action) أو أفلام الرسوم المتحركة!
ثمة (معجزات بسيطة) تحتاج عملاً جاداً؛ لنعيد مجد الأشياء من أبسط الأشياء. بل حتى صنع حضارة جديدة, والحفاظ عليها كثيراً. التباكي المُنَظّر المتكرر من أجل المفقودات أو المسلوبات لن يعيدها مغلفة في صندوق أنيق على الباب!
المعجزات الحقيقية هي ما استطالت من الداخل إلى الخارج بالعمل الصامت المثابر في شتى منافذ الحياة ومكوناتها الروحية والمحسوسة, كفرح طويل يودّ أن تكون ثماره بالونات معلقة في سقف السماء لأن هذا العمل بهذه الفكرة (معجزة) على وشك الانبثاق.
* « يا له من عبء ثقيل أن يصبح الاسم مشهوراً جداً «(1) فولتير(2)
يسُود مؤخراً تسويق (القبح) بأشكال جميلة, والاتكاء على الكراسي والأسماء وعُنوانات الكتب الحادة من (غُثايات/روايات) وغيرها, والتي أُشفق كثيراً على كميات الورق والحبر المُرَاق بسببها. فالذين يحملون الحماقات الكبيرة اليوم _والتي تُنسب لنا ولثقافتنا الخام_ لن يحملوا بشهرة هذا الاسم أو العمل هماً آخر غير الحفاظ على هذا الضوء الصناعي المؤذي لعين البصيرة, والأذى الأفدح الآخر أنها تُتَرجم إلى لغات حية وتسوق باسمنا (كقبح) بغلاف وطباعة (fantastic) جداً!
* الأسطورة وفقاً (للأنثروبولوجيا anthropology)(3) هي القصص التاريخية المغلوطة أحياناً, وأحياناً الخارقة للعادي والطبيعي, القريبة للخرافة إلى مسافة ما, والتي يكون أبطالها من البشر أو الحيوانات في كثير من الحضارات القديمة, والتي قد تُجَسد وتُخلّد وتُعْبَد وما وراء وأمام ذلك! إلا أن الحديث هنا ليس بصدد الأساطير, أو نشأتها وماهيتها, بقدر ماهو عن أهمية توظيف الأسطورة في النص أياً كان, أو الصورة بشكل لا يبدو مقحماً أو مجترحاً من أجل التباهي الزهيد.
الإضافة, والتناص, والاقتباس, والترجمة, و و و كل هذه الخصائص تخدم الجمال النصي واللوني وثقافته, شرط ألاّ (يُسَذَّج) به ذاك المنجز أو ذا.
(1) ترجمة المقولة عن الإنجليزية للكاتبة
(2) Voltaire فولتير: الأديب والفيلسوف الفرنسي المعروف.
(3) علم الإنسان
الرياض