أَتَانا الغُبارْ
أَتَانا على وضحٍ من نهارْ
فلا ثمَّ نشرٌ ولا ثمَّ غَارْ
ولا عطْرُ فاتنةٍ من غِفارْ(1)
أَتتْنا به الرّيحُ والعاصفةْ
نظنّ به عارضاً مُمْطرا
فجاد بعاصفةٍ من غُبارْ
***
وليس به نفْحةٌ من عَرارْ
ولا زهرُ فُلٍّ ولا جُلُّنارْ
ولا بوْحُ عاشقةٍ من بِشَارْ(2)
أَتتْنا به زُمرةٌ جانفةْ
فأرْغَى وأدْبر واسْتكْبرا
وأسمعنا مُفْرداتِ الخُوارْ
أَتَانا ...>>>...
يا من تدثّر بالعواقبْ
إيّاك تخنع من فعالٍ
ما فعلت بها سوى
نظر المدجّج بالمصاعبْ
خَجلاً من المتفيهقين
الحاصدين ذرى المتاع
التاركين لك المتاعب
النّابشين صدور مَن
نزلاتهم طرف المسارب
أصبحت وحدك هائمًا
في عصر عولمة المذاهب
تمضي وتترك كاذباً
يهذي فتُستلفى بكاذب
متوجسًا تخشى على عينيك
من وهج المُنشأ في المناقب
وعلى عيون الفخر فيك
مِن ...>>>...
تمضي الحياة بنا ولا نأبَهْ
والمرء يطوي للردى دربَهْ
يظما بها أملاً ويُطمِعُهُ
آلُ الأماني والدنى رَحْبَهْ
حتى إذا اشتدّتْ غلائلهُ
روّاه من كأس الردى شَرْبَهْ
ذا دأبُنا فيها، ولستُ أرى
ذا الدأب منا تاركاً دأبَهْ
دارٌ نقيم بها على سفرٍ
إنَّ المقيم بها لفي غربَهْ
يخطو الفتى فيها إلى أمدٍ
حتى إذا استوفى قضى نحبَهْ
عجبًا لها ولمن يسير بها ...>>>...
صفحة الجزيرة الرئيسية
الصفحة الرئيسية
صفحات PDF
البحث
أرشيف الأعداد الأسبوعية
ابحث في هذا العدد