تمضي الحياة بنا ولا نأبَهْ
والمرء يطوي للردى دربَهْ
يظما بها أملاً ويُطمِعُهُ
آلُ الأماني والدنى رَحْبَهْ
حتى إذا اشتدّتْ غلائلهُ
روّاه من كأس الردى شَرْبَهْ
ذا دأبُنا فيها، ولستُ أرى
ذا الدأب منا تاركاً دأبَهْ
دارٌ نقيم بها على سفرٍ
إنَّ المقيم بها لفي غربَهْ
يخطو الفتى فيها إلى أمدٍ
حتى إذا استوفى قضى نحبَهْ
عجبًا لها ولمن يسير بها
من غير ما زادٍ ولا أهبَهْ
والعمر كاليوم استفاض به
صبحٌ فألقى في المسا جنبَهْ
عيش الفتى صحوٌ، وميتته
نومٌ يُخالِسُ بغتة هُدْبَهْ
وَجْدي على جدّي إذا عَرَضَتْ
لي ذكرياتُ لقائه العذبَهْ
جدّي، رحلتَ اليوم مُتـَّشِحًا
عُمْرًا،ثـَنـَتْ نـُوَبُ القضا عَضْبَهْ
ألقيتَ رَحْلكَ بعدما قطعتْ
رجلاكَ في درب الدنى حقبَهْ
فلقيتَ من أيامها فرحًا
ولقيتَ من أيامها كربَهْ
طاب المبيت لراحلٍ زمناً
قد حط بعد عنائه قِتـْبَهْ