لم أُعد ورقة مكتوبة لهذا الملتقى لأنني أرتأيتُ أن أتحدث بتلقائية وأقوم بعرض تجارب في هذه القضية التي لو أردت أن أكتب فيها لوجدت مجالاً خصباً تحكمه لغة الثنائيات؛ فنحن بين الذات والآخر، ونحن أيضاً بين الاقتناع والرؤية، وهي ثنائيات تحتاج إلى كثير من الجدل بما قد لا نصل فيه إلى اقتناعٍ معين وتحديداً فيما يخص عملية الكتابة.
تنضج الرواية عادة مع نضوج المجتمع، لأن التراكمات الحضارية والثقافية لا تأتي بين عشية وضحاها.. ولا يكفي فيها الموهبة الخلاقة أو البيان المشرق أو الحماس الأدبي للتعبير والظهور.
فالرواية الغربية (الأورو أمريكية) لم تنضج مثلاً خلال خمسين أو مائة سنة وإنما احتاجت لوقت أطول استقرت فيه مجتمعاتها وتقدمت وامتصت حليب النهضة وذاقت عسل التقدم بعد أن قدمت لهذا وذاك حقه من التضحيات.
الإنترنت ليس مجرد تطور تكنولوجي بقدر ما هو بعد فكري وثقافي مهم ويمكن أن نطلق عليه " البعد الرابع " من حيث النفوذ الثقافي في المجتمعات باعتباره بعدًا يضاف إلى الأبعاد المسيطرة الأخرى "الاقتصادية والسياسية" لنشره مفاهيم الثقافة متجاوزًا حدود المكان والزمان. ومن هذا الكيان ظهر ما عرف "بالمنتديات الثقافية" التي كونت ثقافة قائمة بذاتها وولدت أدواتها ذاتيًا وأنتجت ما يعرف بثقافة الإنترنت، هذا
...>>>...
يأتي على الفكر العربي حينٌ من الدهر يُصاب بلوثة تشلُّ مفاصل التفكير وتغيّب مكامن الإبداع فيصبح المفكر مستهلكاً ما أبدعته عقول أسلافه وعالة على إنتاجها الفكري. إنها كبوة يتعرض لها الفكر العربي في بعض الحقب التاريخية، وليست تلك الكبوة الفكرية التي تغيّبه عن هرم الابتكار وليدة الأمس، فأحسب أن الشاعر الجاهلي عنترة العبسي قد أشجته هذه الظاهرة حتى دلف يبوح بشجوها شعراً قائلاً:
من طبيعة الإنسان سعيه الدائم إلى إقناع الآخرين بأفكاره وآرائه مهما كانت بساطتها أو ضخامتها، وهذا ما يسعى إليه دوماً العديد من المفكرين والفلاسفة والكتاب والأدباء والزعماء والسياسيين وغيرهم بل حتى الإنسان البسيط.
ولذا فالأفكار تنتقل من شخص لآخر، ومن جيل لآخر، ومن شعب لآخر بسبب هذا الطموح الإنساني المتواصل.
ويؤكد أحد الباحثين أن الأفكار تنتقل بإحدى طرق ثلاث: