يا من تدثّر بالعواقبْ
إيّاك تخنع من فعالٍ
ما فعلت بها سوى
نظر المدجّج بالمصاعبْ
خَجلاً من المتفيهقين
الحاصدين ذرى المتاع
التاركين لك المتاعب
النّابشين صدور مَن
نزلاتهم طرف المسارب
أصبحت وحدك هائمًا
في عصر عولمة المذاهب
تمضي وتترك كاذباً
يهذي فتُستلفى بكاذب
متوجسًا تخشى على عينيك
من وهج المُنشأ في المناقب
وعلى عيون الفخر فيك
مِن المنشّأ في المثالب
وتسير من صخبٍ
فلا يحظى هواك بغير صاخب
لو تستطيع محقت شملَ قوى التّناقض
في فؤادك باليدين لتستقرّ به النّوائب
هل بعد هذا من أذىً؟
أو خلف هذي من رغائب؟
وتضجّ فيك الصّالحاتُ:
ألا صحبت الطّير
تشدو مثلما تشدو
وتقفز في رويضات الحمى
حتى إذا رامت ورودًا
لم تحدّ لها المشارب
فيصيح حولك من يصيح:
هبوا المناكب في المناكب
لتعود تحرث من جديدٍ
ما حرثت بلا نوىً
تردي حياتك عالماً
بالخوض في عبث التّجارب
ويقول من لا يُرتجى منه الوفاء بذمّةٍ:
واكب وجيب الرّكب واكب
إن لم يكن ذا والحقيقة ما ترى
قل لي بربك من تُغاضب
أتطيق في كفين يابستين من نَصَدِ الرّدى
جمع المشارق والمغارب؟!
كلاّ ولو خنس المعاتبُ
واستفاق لك المصاحب
القول يُغري واليقين يقول:
دع وهم المُنى والفوز يا هذا المحارب
من ذا يصدّق عصرنا؟:
الأرض تَلحد قبرها والأمنيات بها كواعب
والوهم يشحذ وهنَها والجدُّ يقتات التّلاعب
هل يستشيط بها وهذا حالها غير اللّواغب؟
* أستاذ الهندسة المساحيّة _ جامعة الملك سعود
-