Culture Magazine Thursday  15/04/2010 G Issue 306
ترجمات
الخميس 1 ,جمادى الاولى 1431   العدد  306
 
أضواء سريعة على فيلم أفتار
حمد العيسى

تقديم:

يسعدني تقديم هذه الأضواء السريعة عن فيلم (أفتار) الذي ملأ الدنيا وشغل الناس في جزءين.. الجزء الأول يحتوي على تحليل فكري للفيلم ومصدره: مجلة (ذا ويك) الأمريكية بتاريخ 15 يناير 2010.. والجزء الثاني يحتوي على حوار مع مؤلف ومخرج الفيلم جيمس كاميرون ومصدره مجلة (تايم) الأمريكية بتاريخ 4 مارس 2010.. والكلمات التي بين (قوسين) للمترجم.

تمهيد ولمحة سريعة عن فيلم أفتار

أفاتار (بالإنجليزية Avatar‏) هو فيلم خيال علمي من تأليف وإخراج جيمس كاميرون.. تم طرحه في قاعات السينما في الولايات المتحدة الأمريكية في 18 ديسمبر 2009.. وهو من أكثر الافلام في التاريخ تكلفة من حيث الإنتاج.. حيث بلغت تكلفته ما لا يقل عن 400 مليون دولار.. كما أنه قد حقق رقماً قياسياً في مبيعات شباك التذاكر لدور السينما في الولايات المتحدة وكندا.. حيث حقق أرباحاً تقدر بنحو 278 مليون دولار في أسبوع العرض الأول.. وبعد 10 أسابيع من طرحه في دور العرض تجاوز الفيلم حاجز المليار دولار.. ثم تخطى المليارين ليصبح حالياً أكثر الأفلام ربحاً في تاريخ السينما.. متعدياً بذلك فيلم نفس المخرج جيمس كاميرون السابق (تايتانيك) الذي بقي لفترة ثلاث عشرة سنة متصدراً ترتيب الأفلام الأكثر دخلاً، والذي تطلّب من (تايتانيك) عشرة شهور لكي يحققها.. فاز أفتار بجائزتي غولدن غلوب عن أفضل عمل درامي وأفضل مخرج، وقد ترشح للعديد من جوائز الأوسكار لعام 2009 والتي صدرت ترشيحاتها أوائل فبراير 2010، وفاز بالفعل بثلاث جوائز أوسكار عن التقنية المتقدمة.. ونرجو ملاحظة أن كلمة أفتار avatar تعني كما في القاموس الإنجليزي المعتمد: (تجسد الإله الهندوكي المسمى «فيشو» على هيئة حيوان أو إنسان).. وكذلك نلفت النظر إلى أن اسم كوكب باندورا له معنى ميثولوجي يوناني: ف (باندورا) بحسب الميثولوجيا اليونانية هي أول امرأة يونانية وجدت على الأرض.. خلقت بأمر من زيوس، وتم خلقها حسب الأسطورة من الماء والتراب ومنحت العديد من المزايا مثل الجمال والإقناع وعزف الموسيقى.

أضواء سريعة على فيلم أفتار

الجزء 1-2: التحليل الفكري لفيلم أفتار

ملاحظة: هذه ترجمة لمقال بقلم الناقد الفني لمجلة (ذا ويك) الأمريكية نُشر في 15 يناير 2010، ولكن لم تذكر المجلة اسمه.. والكلمات التي بين (قوسين) للمترجم.

المقال: التحليل الفكري لفيلم أفتار

يقول الناقد روس دوثات في صحيفة (ذا نيويورك تايمز): (اقرأوا الإنجيل وفقاً لجيمس).. ولكنه لا يقصد مطلقاً (طبعة الملك جيمس) المعتمدة للإنجيل عالمياً.. بل يقصد جيمس كاميرون مخرج أهم فيلم من هوليوود حالياً (أفتار) والذي حصد أكثر من بليوني دولار في جميع أنحاء العالم.. ولكن بالرغم من هذا فإن (إنجيل كاميرون) هو أي إنجيل يخطر على بالكم باستثناء الإنجيل المسيحي، لأن فيلم (أفتار) ليس سوى (دفاع وتبرير طويل من أجل عقيدة (وحدة الوجود) Pantheism، وهي عقيدة تساوي الله (سبحانه وتعالى) مع الطبيعة، وتدعو الإنسانية إلى وحدة وتشارك روحاني مع العالم الطبيعي).

تدور أحداث (أفتار) في كوكب (باندورا)، الذي يعاني سكانه الأصليون وهم شعب (نافي) من تهديد غزو بشري جشع قادم من الأرض يريد سلب ونهب مواردهم الطبيعية.. شعب (نافي) ينقذهم إيمانهم بشيء يشبه ما نسميه (الطبيعة الأم) Mother Nature ويوصف بأنه (شبكة من الطاقة، والمجموع الكلي لكل شيء حي.. هذا النوع من (وحدة الوجود) الحلوة والمخادعة كانت هي عقيدة ودين هوليوود المفضلة لسنوات عديدة حيث أنتجت عنها أفلاماً هامة مثل: (حروب النجوم) (هل تذكرون: (القوة) أي (ذا فورس) The Force).. وأنتجت عنها أيضاً رسوم ديزني المتحركة مثل (بوكاهونتاس) و(الأسد الملك).. ولكن (وحدة الوجود) تتناقض مع المسيحية (والإسلام واليهودية!!)، لأنها تحوِّل الإنسان إلى مجرد حيوان آخر، وتستعيض عن الوعد بالخلاص الشخصي بتصوف (غير مشبع).

من المؤكد أن أفتار هو (وحدة الوجود)، كما يقول الناقد (غس دي زيرغا) في موقع (بيليف دوت نت).. بل يؤكد أنه كذلك يقدم رسالته بصورة (مدهشة ومتميزة).. رسالته هي أن (الكمال يحدث بالتواصل مع الآخرين، وأن التناغم harmony في المشاعر والفكر هو القيمة الأساسية، وفقدانها هو الفشل الأساسي للعقلية الحديثة).. وهذا بالنسبة لمؤلف (أفتار) جيمس كاميرون أفضل بكثير (أستغفر الله طبعاً) من الإيمان بإله يعتبره كاميرون منتقماً ويقف مستقلاً عن الطبيعة والإنسان، ويسحق جميع من لا يرضخون له.. ما يحتاجه عالمنا بحسب أفتار هو المزيد من المؤمنين بوحدة الوجود.. وعدد أقل من المتعصبين الدينيين والمقاتلين النرجسيين المنعزلين الذين يتوقون لمشاهدة الآخرين يخوضون حروباً لا نهاية لها.

هذا (موجز ممتاز لرسالة الفيلم المناهضة لأمريكا).. كما قالت الناقدة مارثا بايلس في صحيفة بوسطن غلوب، التي أضافت: (من الواضح أن (الشركة) التي خربت ونهبت كوكب باندورا هي أمريكا)، والمعتدون البشر قد يكونون بالفعل وحقاً يتلون (مبادئ دبليو بوش) وهم يسقطون قنابل حارقة على شعب (نافي) المسكين الذي يحتمي خلف الشجر.. (ولكن آآآآه، عندما أخذتُ أنا الكاتبة الأمريكية المحافظة دينياً وسياسياً ابني لمشاهدة الفيلم)، كما قالت الناقدة سوزان فيلدز على موقع (ريل بوليتيكس دوت كوم)، والتي أضافت: (لم نهتم مطلقاً بتحليل تلك المؤامرة السخيفة، لأن الفيلم (جميل ومسلٍ بشكل خرافي) لا يوصف بالكلمات، ويوجد به نباتات وحيوانات تزدهر وتنمو بشكل مذهل في جنات عدن رائعة مليئة بمخلوقات واقعية مدهشة.. وبالإضافة لما سبق، من غير الأمريكان بالله عليكم وعلى أية حال، يمكنهم إنفاق 400 مليون دولار لصنع فيلم يعتمد تماماً على الكمبيوتر لكي (يدين ويشجب الحداثة والرأسمالية)؟؟

تأملات في فيلم أفتار

الجزء 2-2: عشرة أسئلة مع المؤلف والمخرج جيمس كاميرون

* ملاحظة: هذه أسئلة طريفة طرحها قراء مجلة (تايم) الأمريكية المرموقة على مؤلف ومخرج (أفتار) جيمس كاميرون عبر النت ونُشرت على موقع المجلة في 4 مارس 2010.

سؤال (1): فهمت شيئاً من رسالة فيلم (أفتار) الرمزية حول ضرورة حماية كوكب (باندورا).. كيف يمكننا أن نوجد (باندورا) خاصة بنا هنا على الأرض؟

الجواب: عبر النزهة في الغابات، والغوص في الشعاب المرجانية، وتقدير واحترام جمال الطبيعة لدينا.. وأعتقد أنه من خلال احترام الطبيعة، يأتي العمل المطلوب.. أفضل شيء يمكن أن يفعله الناس الآن لمساعدة هذا الكوكب هو أن نفهم أهمية وضرورة تحقيق انتقال سريع نسبياً لاكتشاف واستعمال مصادر بديلة للطاقة.

سؤال (2).. هل قصة (أفتار) مستوحاة من تاريخ الهنود الحمر؟

جواب: ليس تماماً وعلى سبيل الحصر، ولكن أعتقد أن معظم الأميركيين يميلون - مثلك - لتحديد مثل ذلك المصدر بسرعة للفيلم.. ولكن الآن (أفتار) هو الفيلم رقم واحد في البرازيل، والبرازيل لديها مشاكل كثيرة مثلنا لتشريد سكان أصليين من مناطقهم لإزالة غابات.. وهناك قبيلة في الهند يتم تشريدها وإخراجها عن جبلها المقدس من أجل منجم لخام البوكسايت.. وفيلم (أفتار) الآن له شعبية ضخمة في الصين حيث يتم تشريد بعض السكان من قبل الحكومة من أجل بناء سدود.. وهكذا كما ترى، الناس والجمهور يتفاعلون مع فيلم أفتار من جميع وجهات النظر المختلفة السالفة.

سؤال (3): هل سيكون هناك فيلم (أفتار-2).. إذا كان الأمر كذلك، فهل سيتضمن نفس الشخصيات؟ جواب: لو أنتجنا تتمة لفيلم أفتار، فسوف - بالتأكيد -، نواصل قصص الشخصيات الرئيسة.

سؤال (4): ما هو أقوى حافز دفعك لكتابة أفتار؟

جواب: أكبر حافز كان الرغبة لإنتاج فيلم ضخم جداً بحيث نصمم نحن كل شيء أمام الكاميرا: السيارات والشخصيات والنباتات!!

سؤال(5): هل لديك (معادلة) خاصة و(صيغة) سرية لصنع فيلم ملحمي خارق؟

جواب: لدي (مبادئ) لصنع هكذا فيلم، وليس صيغة أو معادلة رياضية.. يجب صنع شخصيات مثيرة للاهتمام، ثم وضع تلك الشخصيات في قالب قصصي يحتوي على عدد من المعضلات.. وعندما تستطيع ربط الجمهور بإحدى تلك الشخصيات، يجب أن تتحدى تلك الشخصية.. ثم تحاول بمهارة صنع لحظة (تجلٍ إلهامي) خارقة ومعجزة في الفيلم مستعيناً بمرئيات بصرية ضخمة.

سؤال(6): ما السمة الشخصية التي تُعتبر أهم سر لنجاحك شخصياً؟

جواب: (الفضول) والرغبة الشخصية لخوض (التحدي).. هاتان السمتان اللتان تدفعاني دائماً للعمل.

سؤال (7): هل سبق لك أن فكرت مطلقاً في صنع فيلم صغير الميزانية؟

جواب: (يضحك) لقد كان هناك عدد قليل من المشاريع صغيرة الميزانية على مدى السنوات الماضية.. ولكنها لم تتبلور كأفلام لأسباب مختلفة.. ولكن بصراحة، أنا أحب الإنتاجات الكبيرة.. أنا لست مهتماً لعمل فيلم صغير الميزانية فقط لهذا السبب.

سؤال (8): لماذا أفلامك طويلة زمنياً أثناء مشاهدتها؟

جواب: (يضحك).. حسناً يا كارولينا أود أن أشير إلى أن فيلم أفتار أقصر من (تايتانك) بنصف ساعة تقريباً.. ولهذا يمكنكم القول بأنني أتحسن وأتطور إيجابياً من هذه الناحية، لأنه كان من الأولى لمن يتابعون أفلامي أن يتساءلوا عن سبب قصر مدة فيلم (أفتار).. لأنه بالفعل قصير بالنسبة لما سبقه!!

سؤال (9): ما أبرز إنجاز في (أفتار) في نظرك؟

جواب: التكنولوجيا المتقدمة في خلق الشخصيات.

سؤال (10): الآن بعد أن تجاوزت إيرادات (أفتار) فيلمك السابق (تيتانيك).. وأصبح صاحب أعلى إيراد في التاريخ، فهل تخطط لأخذ إجازة من العمل لمدة 12 عاماً (وهي المدة الفاصلة بين الفيلمين)؟

جواب: (يضحك).. لم أكن أنوي أخذ إجازة بذلك الطول بعد (تيتانك).. ولكن أود التأكيد أن خطتي الحالية ليس أخذ 12 سنة إجازة!! وإذا لم يكن هناك فيلم بحجم (أفتار)، فليكن شيئاً من هذا القبيل، لأن الحماس والرغبة والقدرة للفريق الذي يعمل معي تجعلني أود عمل فيلم آخر مثله فوراً!!

hamad.alissa@gmail.com المغرب
/td>

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة