في بوح شعري شفيف يستهل الشاعر حسن محمد الزهراني ديوانه الشعري الأخير (قطاف الشغاف) بإهداء وجداني يجعله المصافحة الأولى للقارئ الذي عرف الشاعر في قصائد سبقت هذا الديوان، فها هو الآن يجدد اللقاء ببوح شعري يؤكد قدرته على اقتفاء أثر كل جميل من المقولات، بل نراه قد أوجز العديد من القضايا الإنسانية بمقاطع وجدانية تعد رسائل مقتضبة تصف الواقع، وتكاشف الأشياء، وتناجز الهمّ رغبة في الخلاص
...>>>...
اشتد به الألم فلم يقوَ على البقاء مضطجعاً، وبما أن الحركة كانت ملتجأه الأخير عندما يدهمه الوجع فقد لجأ إليها، خرج من البيت الطيني بعينين زائغتين ووجه مربد وبفم مطبق الفكين وكأنهما طوبتان متماسكتان. غاب عن إدراكه أن مرجعه الأخير سيظل منزله، كما غفل عن هذا الأنين الصادر عنه في لوعة وكأنه هيام ناقة جرباء، ومن خلف خصاص البيوت الواطئة أطلت عيون متطفلة أيقظتها أسماعها المنزعجة، فهموا أن هذه من الليالي
...>>>...
يشبهون التشرذم الذي ينقط خارطة داخلي.. يشبهون زندقة اللحظات النزقة:
- هيه.. أضحى التسكع شخصاً في أمانينا.. جميل إني شاعر!
نظرت لصديقي وشفتاه تحيطان بأنبوب لمشروب ما.. له عامان يبحث عن عشيقة سادية السجايا.. اسمها الوظيفة.. شيء حطّ على عينه اليمنى.. مسحها بظاهر يسراه.. وددت لو أمسك بوجهه وأنفخ في عينه..
الآخرون حولنا كالتشرذم داخلي..
أحيط على أنبوب الصمت بشفاه الدهشة.. أغترف لي كوزاً من
...>>>...