حيَّاكِ عنِّي الهوى يا فتنةَ الرائي
تحيّةَ الوالهِ المشتاقِ لِلنّائي
حيّاكِ عنّي بريدُ الصبحِ يحملُهُ
مع النسيمِ عليلاً نفحُ أشذاءِ
قطفتُ كلَّ حروفِ العشقِ يانعةً
وجئتُ من ألفٍ أسعى إلى ياءِ
هلاَّ أعدتِ ليالي الأُنسِ طافحةً
بالسَّامِرَيْنِ بِنَا: همْسٍ وإصغاءِ
وللأحبّةِ ما يُذكي قرائحَهم
بينَ الورودِ وبينَ النخلِ والماءِ
والبدرُ يُرسلُ خيطاً من أشعّتهِ
على الحقولِ فيجري نبعُ أضواءِ
أم في رثاءِ حبيبٍ كان يجمعُنا
صفواً وإيّاهُ شملُ للأخِلاّءِ؟
(أحساءُ) والشعر في أقوى مراحله
كابٍ تعثَّرَ في مدحٍ وإطْرَاءِ
ماذَا سأكتبُ يا حبّي ويا أمَلِي
ما ضمّتِ الأرضُ: أجدادي وآبائي
تجودُ كفَّايَ لو أسطيعُ موهبةً
كفٌّ برُوحي وكَفٌّ بالسُّويداءِ
وإنْ تعذَّر ما أهديتُ يا أملِي
خُذي إليكِ رخيصاً كلَّ أعضائي
يكفي بأنّي لا أنفكُّ مُنتسباً
إلى ثراكِ وأنّي كنتُ (أحسائي)