يمتد تاريخ منطقة حائل إلى عصور ما قبل التاريخ، مروراً بعصر ما قبل الإسلام والعصور الإسلامية، فقد حظيت منطقة حائل في القرنين الماضيين بزيارة العديد من المستشرقين الأوروبيين والغربيين والرحالة الأجانب نظراً لموقعها الجغرافي الاستراتيجي حيث كانت ملتقى طرق القوافل التجارية والرحلات، ونظراً لمواقعها الهامة التي تحوي آثاراً ونقوشاً هائلة وفريدة من نوعها.
تعتبر منطقة حائل من أكثر مدن المملكة العربية السعودية جذباً للمستشرقين والرحالة الأجانب في القرنين الماضيين وبفترات متفاوتة منذ بداية القرن التاسع عشر الميلادي، فقد تعددت أهداف رحلات المستشرقين والرحالة، إما لأهداف علمية وبحث واستكشاف او لأهداف أخرى.
تنوعت كتابات المستشرقين والرحالة الأجانب عن منطقة حائل، فقد قام العديد من المستشرقين بوصف حائل وصفاً دقيقاً والكتابة بمخططات ورسوم توضيحية للحياة الاجتماعية في ذلك الوقت.
لذلك نجد العديد من المستشرقين والرحالة الذين زاروا الجزيرة العربية في ذلك الوقت ومروراً بمنطقة حائل أثناء رحلاتهم أنهم وصفوا المنطقة وكتبوا عنها في مذكراتهم الخاصة، وتحدثوا من خلالها عن الحياة الاجتماعية في منطقة حائل والرسوم والنقوش الصخرية في مواقع منطقة حائل، والقصور التاريخية، وغيرها الكثير من الأمور التي جذبت اهتمام المستشرقين والرحالة الأجانب.
قام بعض المستشرقين الذين كرسوا اهتمامهم في منطقة حائل أثناء رحلاتهم للجزيرة العربية بتأليف كتب تحدثوا من خلالهما عن رحلة الجزيرة العربية وزيارة منطقة حائل، ومن أبرزهم الرحالة الفنلندي جورج أوغست فالين الذي زار منطقة حائل عام 1845م وألف عنها كتاباً أطلق عليه اسم « صور من شمال جزيرة العرب « والذي يعد من أوائل المستكشفين الأوروبيين للجزيرة العربية، وكتب في مذكراته أنه في حائل نسي العالم كله !
والمستشرقة الإنجليزية الليدي ان بلنت التي زارت منطقة حائل عام 1879م وألفت كتاباً أطلقت عليه اسم « رحلة إلى بلاد نجد «
والمستشرق الويس موزل الذي زار منطقة حائل عام 1914م وألف كتاباً باللغة الانجليزية أطلق عليه اسم « شمال نجد «
وهناك العديد من المستشرقين والرحالة الأجانب الذين قاموا بالبحث وحب الاستكشاف للنقوش والرسوم الصخرية في منطقة حائل والكتابة عنها في مذكراتهم ومن أبرز من وضع نقشاً في أحد جبال غرب منطقة حائل تحديداً في جبال المسمى هو المستشرق الفرنسي شارل هوبر عام 1884م ولا سيما أن الحياة الاجتماعية قديماً في منطقة حائل وتعدد مواقعها الأثرية كانت محط لأنظار المستشرقين والرحالة الأجانب وكانت جذباً لهم لما كانوا يقومون بتدوينه في تلك المذكرات ووصف منطقة حائل وآثارها ومبانيها وجبالها الخلابة وصفاً دقيقاً رغم تفاوت رحلاتهم.
ولم يكن وصف المستشرقين والرحالة الأجانب لمنطقة حائل مجرد كتابات يكتبونها في مذكراتهم، بل كانت تصويراً ورسوماً دقيقة يقومون برسمها من خلال ما شاهدوه في أثناء رحلاتهم ومن أبرزهم الرسام المستشرق الألماني يوليوس أويتنج الذي زار منطقة حائل عام 1883م وقام برسم العديد من المواقع في منطقة حائل برسومات متنوعة.
اشتهر المستشرق الألماني يوليوس أويتنج برسمه الدقيق والمطابق من خلال رحلته حيث كان يكتب ويرسم ويصف منطقة حائل من خلال ما يرى.
والمستشرقة البريطانية جيرترود بيل التي التقطت عدة صور لمنطقة حائل أثناء زيارتها عام 1914م
هناك العديد من المستشرقين والرحالة الأجانب الذين كتبوا ووصفوا منطقة حائل منذ زمن قديم بأوصاف مختلفة وبأعوام متفاوتة، ولا يزال عند ذكر منطقة حائل يتم ذكرها بأنها كانت محط أنظار للمستشرقين والرحالة الأجانب منذ القدم، ولم يكن مرورهم أثناء رحلتهم للجزيرة العربية قاصدين منطقة حائل مجرد مرور، بل كتبوا عنها ووصفوها في مذكراتهم وكتبهم بعدة أوضاع، فقد تأثر بعض المستشرقين والرحالة الأجانب بأهالي المنطقة من ترحيب وحفاوة وكرم، وهذا ما جعلهم يكتبون عنها بما رأوا من تعامل حسن من قبل أهالي المنطقة.
** **
- رغد فواز العبوش