مسعدة اليامي - «الجزيرة الثقافية»:
الكاتبة صباح عبد الله بكالوريوس علوم الحاسب الآلي في جامعة الملك عبد العزيز بجدة.. طموحها وشغفها بالقراءة دفع بها بأن تنفذ برنامج لقاءات ثقافية حضورياً مقتصراً على النساء, ثم ارتأت أن تنقل مشروعها بما يتناسب مع الثورة الثقافية الرقمية, فكان ذلك من خلال صالون بوح الرقمي - أثينية صباح, قدم ما يقارب الـ خمسين لقاءً - صباح عبد الله كاتبة مقال ولها إصدار بعنوان «أجدان» صادر عن دار المتنبي.
قصة حب
* كيف كانت البداية مع الصالون الثقافي الرقمي؟
البداية كانت عام 2018 بعد قصة حبٍّ دامت لسنوات طويلة مع عوالم الكتب والقراءة فجاءت الرغبة والهمّة أخيراً بمشاركة الآخرين هذا الشغف والجمال وبدأ التنظيم والترتيب للقاءات شهرية تتم بشكل حضوري للسيدات فقط.
أهداف شخصية ومجتمعية
* ما هي الأهداف التي تسعين إلى تحقيقها من خلال صالون بوح؟
الأهداف انقسمت إلى شقين أهداف شخصية وأهداف مجتمعية..
فعلى الجانب الشخصي بالدرجة الأولى كان الاستمتاع بتفاصيل التجربة الثرية والتوسع المعرفي من خلال التنزه في عقول الآخرين والسفر لعوالم مختلفة بعيون مختلفة. أما على الجانب المجتمعي فهدف نشر ثقافة القراءة مازال يشكل التحدي الأكبر, بالإضافة إلى استهداف الطبقة المثقفة غير المحبة للقراءة للمشاركة في الحراك الثقافي والحرص على تواجد فئات مختلفة على طاولة الحوار لتطبيق مبدأ قبول الرأي والرأي الآخر بطريقة عملية خالية من التنظير.
الخروج من نمطية اللقاء الواحد
* لماذا بوح؟
جاءت فكرة الاسم من محاولة الخروج من نمطية اللقاءات الثقافية التي تركز في الغالب على الاستماع لشخص محدد فقط دون السماح للحضور بالمشاركة إلا بمداخلات بسيطة أحياناً, ولإيماننا بأن هناك مخزوناً إنسانياً ومعرفياً هائلاً مازال حبيساً في صدور البشر يستحق أن يُروى ويُسمع, فأحببنا أن نقول من خلال الاسم إن جميع الآراء مرحب بها ومحل تقدير فالبوح حق متاح للجميع.
المواضيع شبكة مداخلات
* هل رأيت أن الآراء تسهم في معالجة المواضيع الثقافية المختلفة, كيف ذلك؟
جداً وبشكل كبير، في نهاية المطاف معظم المواضيع ما هي إلا شبكة متداخلة من حاجات ومشاكل البشر, وعند طرحها على الساحات العامة ومشاركة الجميع فيها تظهر لنا الصورة بشكل أشمل وأوسع لأنها منهم وفيهم, ومن أهم المميزات في الصالون الرقمي هو تسجيل ما يدور خلال تلك اللقاءات وإمكانية الاستماع إليها في أي وقت ذلك الأمر يجعلها مرجعاً جيداً للتطوير والتعرف على منطقة الألم ومعرفة رأي الشارع بطريقة متجردة خالية من التكلف والتصنع.
الفنون الإنسانية دهشة كبيرة
* ما الإثراء من مناقشة فلم وهل يفضي ذلك إلى مناقشة الكتب؟
الآداب والفنون الإنسانية مجرة جمال ودهشة كبيرة تدور في أفلاكها كواكب عدة.. والأفلام أحدها بلا شك, إنها الجزء البصري من الكتب, فهي تطرح جزءاً من رأي أو قضية ما, لكن من وجهة نظر فريق عمل وليس الكاتب فقط, فمناقشتها كذلك تعد متعة معرفية فارهة, تلك النقاشات ماتعة جداً وهي أشبه بعمليات العصف الذهني, الذي تدخل فيه بفكرة أو رأي أوحد وتخرج منه وأنت متخم بمختلف الآراء ووجهات النظر التي تستحق البحث والقراءة وقد يكون منها أسماء لكتب أو حتى أعمال أخرى لشخصيات عظيمة ملهمة.
صعوبة العمل بالإعداد
* استضاف الصالون عدة ضيوف في مختلف المجالات كيف يكون الإعداد لذلك العمل, وهل هناك معايير لاختيار الضيف؟
لن أخفي عليكم أن من أصعب المهام هي استضافة الشخصيات لأن ذلك يتطلب وجود فريق إعداد يضم مهارات عديدة, وبإمكانياتنا البسيطة جداً يصبح العبء مضاعفاً وذلك ما جعلنا نتوجه إلى العالم الرقمي حيث تكون عملية التنسيق والإعداد أسهل, خصوصاً إن كان الضيف من دولة أخرى. وعن المعايير نعم هناك بعض الأمور المهمة التي نحرص عليها منها توجهات الضيف السياسية والدينية والاطلاع على أرشيفه بالكامل كخطوة أولى ومن ثم النظر في مدى الثراء المعرفي الذي سيعود على جميع الحاضرين والمستمعين من خلال تجربته أو أعماله المطروحة.
النجاح دافع للاستمرار
* هل كان نجاح الموسم الأول دافعاً لك في الموسم الثاني وما هي خططك المستقبلية؟
نعم بالتأكيد, النجاح هو أهم دافع للاستمرار والتطوير والبحث عن الجديد والأفضل, فمقياس النجاح في الغالب يبنى على الأرقام الناتجة من عدد الحضور وكمية التفاعل الحاصل من الجمهور خلال وبعد كل لقاء بالإضافة إلى الأصداء والتعليقات الإيجابية المحفزة والداعمة ولله الحمد.
أما عن الخطط المستقبلية فسقف الطموحات لا حدود له, نسعى أن نصبح المنارة الثقافية الأولى في الفضاء الرقمي بقاعدة بيانات ضخمة لمحتوى عربي رصين يتميز عن غيره بأسلوب عميق في المعنى مع تنوع وواقعية في الطرح بالإضافة إلى السلاسة والمتعة في الأسلوب.
الصورة غير واضحة إلى اليوم
* كيف تحافظين وتحمين مشروعك وفق أنظمة وقواعد النشر الإلكتروني؟
لم يتم اتخاذ أي خطوة بهذا الخصوص, لعدة أسباب منها عدم وجود لوائح أو أنظمة واضحة تخص جانب الصوالين والأندية الثقافية «الحضورية «معتمدة من هيئة الأدب والنشر إلا قبل عدة أيام حين صدرت موافقة وزارة الثقافة ممثلة بالإدارة العامة للمنظمات الثقافية غير الربحية، والمركز الوطني للقطاع غير الربحي على تأسيس صالون أدبي تابع لإحدى مبادرات جمعية الأدب ولا توجد حتى اللحظة أي تفاصيل أخرى أو توجيهات أخرى غير هذا الخبر, فمن غير المتوقع أن تكون هناك أي مستجدات فيما يخص الجانب الإلكتروني وهو فضاء واسع ويحتاج إلى عمليات حوكمة وتحولات رقمية ضخمة, نأمل حدوثها في المستقبل القريب بإذن الله مع رؤية المملكة 2030 في التحول الرقمي.