سعد الدوسري
على مَنْ لا يستطيع أن يحتمل أداء عمرته، وسط هذا الحجم من العمل داخل الحرم المكي، أن ينتظر حتى تنتهي أعمال التوسعة.
وعلى مَنْ هو مضطر، ولا خيار آخر لديه، أن يحتمل كل هذه الأجواء المشحونة بالعمل والمتسمة بالاختناقات وضيق المساحة.
الحرم المكي اليوم، هو ورشة عمل كبرى، سواءً داخله أو خارجه. وسوف تستمر هذه الورشة إلى أن تنتهي المرحلة المحددة للتوسعة، وسوف تبدأ مرحلة أخرى، بهدف خلق بيئة ملائمة لهذه البقعة المباركة، والتي لا يليق بها إلا أن تكون متسعة ومريحة، لكي يتفرغ مَنْ هم فيها للخشوع والعبادة.
لن يستطيع أحد أن يشكك في نوايا المواطنين والمقيمين الذين يحرصون على أداء العمرة في رمضان كل عام، ولن يستطيع أحد منعهم، فهؤلاء قد وضعوا حاجزاً إسمنتياً بينهم وبين كل من يحاول أن يثنيهم عن هذه العادة، وهي عادة بلا شك، أكثر مما هي عبادة، وقد تفقد شيئاً من وهجها عندما تتسبب في مضايقة الآخرين، خاصة في تلك الفترات التي تزداد فيها وتيرة مشاريع التوسعة. وفي مثل هذه الفترات، لن يكون من المفيد أن يختار المعتمرون أوقاتاً خارج الذروة، ففي الحرم المكي، كل الأوقات ذروة، لا سيما في شهر رمضان.
هل من الممكن معاملة معتمري الداخل، كمعاملة حجاج الداخل، لتجاوز الاختناقات التي يشهدها الحرم المكي طيلة شهر رمضان؟!
لم لا، فالوضع القائم حالياً، مع كل هذه المشاريع التوسعيّة، يدعو لهكذا تحرك.