«منا وفينا» باهت وأفكاره مستهلكة و«بيضة الشيطان» أفضل حلقات «سيلفي» ">
حاوره - علي العبدالله:
مُخرج من النادر جداً أن تجد له مثيلا في خليجنا العربي، يعشق الكاميرا وقراءة النص ليجعل منهما حدثاً فنياً مُتقناً يعتمد فيه على عُنصرين مُهمين الإبهار في التصوير والتشويق في التمثيل أتعب المُخرجين بعده وخصوصاً في الكوميديا, حيث قلما تجد مُخرجا بمواصفاته، ضيفنا درس الإخراج والفنون الجميلة في بغداد ثُم قدم للسعودية فقلب موازين مُسلسل «طاش ما طاش» عندما استلم دَفة الإخراج وأوصل هذا العمل برفقة من معه إلى القمة فأصبح محور حديث المجالس والرأي العام المحلي والعربي.
مُخرج مُتميز بشخصيته وحُضوره العملي الهادئ بعيداً عن (الضوضاء) وحُب الظهور الإعلامي (مُقل) في طلاّته الإعلامية والسبب إيمانه الكبير بأن أعماله هي التي تتحدث عنه، ضيفنا المخرج عبدالخالق الغانم، هاتفناه في إحدى الليالي الرمضانية فتجاوب كعادته مع «الجزيرة»، فكان لنا معه هذا الحوار (المُشبع) بآرائه الفنية الصريحة التي عودنا عليها فإلى مدخل الحوار:
لماذا ابتعدت في رمضان، ولم نُشاهدك في أعمال درامية أو كوميدية؟
أنا لم أبتعد كثيراً، فلدي عمل أستعد له الآن وسيكون من الأعمال المُستقبلية ويُشارك في بطولته الفنان ناصر القصبي وكتبه د. عبدالرحمن الوابلي (يقصد ربما مسلسل «بيوت من تراب»).
هل لك أن تُحدثنا أكثر عن هذا العمل؟
بصراحة لا، لكن كُل ما أستطيع قوله: إن العمل ضخم جداً ويتناول مواضيع اجتماعية جادة بطريقة تراجيدية مُشوقة ومُعبرة، وسيكون بمثابة المُفاجأة للجمهور.
حسناً.. دعنا ننتقل إلى مُحورٍ آخر، ما رأيك فيما يُقدم الآن من أعمال سعودية في رمضان؟
إذا تكلمنا بالعموم أستطيع أن أقول لك أن مُشكلة أعمالنا المحلية تكمن في السيناريو وهذه من مُلاحظاتي على مجموعة كبيرة من الأعمال سواء في الماضي أم الحاضر وهُنا تبرز مشكلة كبيرة تؤثر بشكلٍ كبير على جودة العمل وخروجه للمُتلقي بأفضل حالاته.
ماذا عن عمل الفنان عبدالله السدحان (منا وفينا) الذي يُعرض في وقت الذروة على شاشة تلفزيون القناة الأولى السعودية؟
بصراحة لم أشاهد كُل الحلقات ولكن شاهدت تقريباً بضع حلقات من العمل، ويضيف: العمل من بطولة عبدالله السدحان وهو فنان له وزنه وخبرته الطويلة في الساحة الفنية وله تجربة كبيرة من النجاحات في «طاش ما طاش»، لكن الحلقات التي شاهدتها كان فيها الإخراج عاديا، والسيناريو ضعيف، والأفكار (مُستهلكة) ولا يوجد فيها جديد، والأداء الفني باهت إلى حدٍ ما، وبالمُناسبة فعلاقتي بعبدالله رائعة جدا على الصعيد الشخصي، ونحن على تواصل، وأزوره في بيته عندما أكون في الرياض، وتأثرت كثيراً في الفترة التي مرض بها وزرته في منزله، وأبو تركي صديق وقريب إلى القلب.
بما أننا تحدثنا عن مُسلسل (منا وفينا)، دعني أسألك عن رأيك في مُسلسل «سيلفي»، وهل هو امتداد لـ «طاش ما طاش» ولكن بشكل مُختلف قليلاً؟
يصمت قليلاً ثُم يُجيب: جميع الأعمال التي تُقدم حلقات مُنفصلة فيها (نكهة) طاشية بشكل أو بآخر بمعنى مُسلسل (منا وفينا) وسيلفي أعمال أُخرى كثيرة وبالمُناسبة فكرة «طاش ما طاش» موجودة في العالم العربي كله، وسأسوقُ مثالاً لك على ذلك عندما كُنت طفلاً صغيراً أعيش طفولتي في بغداد كان هُناك عمل تلفزيوني لا يحضرني اسمه بالتحديد ولكن كان يُقدم نفس نمط الحلقات التي تُقدم في طاش، أي كوميديا بإيقاع سريع تُقدم قضايا تُلامس هموم الناس بمختلف شرائحهم وفئاتهم العمرية.
وعودة لسؤالك عن رأيي في (سيلفي)، أرى أنه من أفضل الأعمال الموجودة, حيث طرح مجموعة من القضايا المُهمة التي تستحق الطرح الجاد مثلاً حلقة (بيضة الشيطان) التي أُصنفها من أجمل وأفضل الحلقات التي تم تقديمها في «سيلفي» على مستوى الأداء والإخراج، وكذلك النص، كما أنني لا أنسى الإشادة للظهور المميز للمثل عبدالله عسيري في حلقات «سيلفي».
كيف تُقيم تجربة أداء المُمثلين المُشاركين وكيف تقرأ حركة الكاميرا وأداء المُخرج أوس الشرقي؟
بطبيعة الحال أداء الجميع في هذا العمل ظهر في المستوى المطلوب، وقطعاً يأتي في مُقدمتهم الفنان ناصر القصبي الذي أبدع في ظهوره وأدائه التمثيلي الذي يُعبر عن مستوى النُضج الفني الذي وصل إليه (أبو راكان)، أما على مستوى الإخراج فأوس الشرقي من المُخرجين المُتميزين الذي يهتم بلغة الكاميرا وحركتها أي (التكنيك) الإخراجي ولكن ما يؤخذ عليه عدم اهتمامه في بعض الحلقات بالنص الذي يُعتبر أحد أهم وظائف المُخرج، ولكن قد يكون (الإغراق) في تصوير المشَاهد الداخلية منعه من ذلك، وهذا جعل إيقاع العمل في بعض الحلقات بطيئاً نسبياً، ولكن بشكلٍ عام (سيلفي) يستحق المُشاهدة عطفاً على الحلقات التي تم تقديمها والإبداع فيها.
(أبو وفي) دعنا ننتقل إلى محورٍ مُهم ألا وهو خلاف القصبي والسدحان الذي جعل الأخير يتهم الأول كثيراً وينتقد أداءه؟
لا أريد الحديث حول هذا الموضوع، ولكن أتمنى أن تعود الأمور كما كانت، لأن السدحان والقصبي تربطهما علاقة امتدت سنوات طويلة عشرة عُمر، وتشاركا في نجاحات وشاركتهم هذه النجاحات في «طاش ما طاش»، وأعتب قليلاً على عبدالله السدحان لإثارته لبعض المشاكل مؤخراً إعلامياً، وهذا لا يصح فما بينهما أكبر بكثير من ذلك.