سعد الدوسري
في البداية، لم يلتفت المشاهدون للدكتور عيد اليحيى ولبرنامجه «على خطى العرب»، إذ اعتبروه يتحدث عن ماض سحيق لا يهمهم ولا يؤثر على حياتهم. ومع الوقت، صار الكثير من الناس منجذبين إليه، لعدة أسباب؛ حماس قناة «العربية» للبرنامج واختيار التوقيت الجيد لبثه، عفوية وبساطة مقدمه، حسن اختياره وتنويعه للمواقع التاريخية التي يتطرق لها، كمية الشغف بما يقدمه والتي تحوله أحياناً إلى ممثل مسرحي مميز.
وبعد أن نال اليحيى من الشهرة ما نال، دعاه نادي الطائف الأدبي الأسبوع الماضي ليقدّم محاضرة ضمن موسمه الثقافي، قال فيها: «لقد وجدت أن أدباء المملكة في الخمسين سنة الأخيرة ليس لهم هم سوى الحداثة ومدارسها وتنظيراتها، وهم للأسف يجهلون حضارتهم وتاريخهم وتراثهم وأدبهم». فردَّ الناقد الدكتور سعيد السريحي عليه: «على السيد اليحيى أن يحسن قراءة ما يورده من أبيات الشعر في برنامجه، فلا يكسر وزناً ولا يلحن في النحو، فقد آذانا بما يتراكم في برنامجه من أخطاء في اللغة والنحو وأوزان الشعر، أما أن يتحدث عن الأنثروبولوجيا والحداثة والتفكيك فذلك مركب صعب لا أظنه قادراً على أن يحسن فهمه». أما الناقد الدكتور معجب الزهراني، فعلّق: «وجدته يقدم برنامجه بطريقة مضارب البادية، ووفق منطق المديح والهجاء المعتاد. ليت هذا الشاب الجاد يتابع جهده مشكوراً من دون تنظيرات لا معنى لها ولا جدوى منها، إذ إن أقل ممثلي خطاب الحداثة وعياً أكثر دراية بتراثه وعصره مما يظن».
يا الله، ما هذه القسوة النقدية؟!