أشارت الدراسات الحديثة إلى تزايد مطرد في نسب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في بلادنا الغالية، متزامناً مع ضعف مساهمة الفرد في إثراء المحتوى الإسلامي والعربي. وإن دل ذلك على شيء، فإنما يدل على أنماط الاستخدام السلبية لوسائل الإعلام الحديثة التي تم بناؤها في الأصل لتمكين المستخدم من المشاركة والتفاعل عن طريق نشر ثقافته وإبداء رأيه. على الرغم من هذا، فإن هناك مساحة كافية للمستخدم السعودي لنشر ثقافته الأصيلة بإرسال رسائل توعوية عبر هذه الوسائل الحديثة مستهدفاً ثلاث شرائح رئيسية:
أولاً: حديثي العهد بالإسلام: بحيث تستخدم الوسائط المتعددة لشرح كيفية الوضوء مثلاً، متجاوزةً بذلك حاجز اختلاف اللغة. وتهدف هذا الوسائط لبناء الثقة مع حديثي العهد بالإسلام وتمكينهم من استقاء العلوم الشرعية من مصادر ها النقية، مثل التعلم الإلكتروني للقرأن الكريم واللغة العربية.
ثانياً: أبناء الجالية المسلمة في بلاد المهجر: ويتم تشجيعهم على استثمار وجودهم في الخارج لتبيان حقيقة الاعتدال في الإسلام والسعي لتحسين الصورة النمطية للمسلمين في الغرب، مستشعرين بذلك مسؤوليتهم الدينية.
ثالثاً: تحصين شباب الداخل من الأفكار المتطرفة بنشر الوعي وترسيخ مبدأ الوسطية ونبذ الفرقة والعنف والتطرف عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وبأساليب تتناسب مع اتجاهات وسلوك الفئة المستهدفة: مثل الألعاب والفيديو والصوتيات.
د. مطلق بن بدر العتيبي - أستاذ نظم المعلومات المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية