عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة تطغى أحياناً بعض القضايا التي تدور رحاها مهما كانت على السطح وتصبح حديث المجتمع إن لم تكن أحياناً قضية رأي عام، وذلك بفضل ما وصلت إليه التقنية وسرعة تداول الأمور وحصول الكل على هذه التقنية، أصبح الكل له الحق أن يبدي رأيه ووجهة نظره دون أي إذن مسبق أو وجود أي نوع من الحواجز، مما جعل الكل يدلي بدلوه بغض النظر عن مدى صحته.
ما أطرحه اليوم من خلال هذه الزاوية وعلى غير العادة هي قضية قد تكون أقرب إلى قضية شخصيه بحتة، ولكن من باب الأمانة والشهادة أحببت أن أبدي رأيي حولها، وهي قضية إقصاء وإبعاد الزميل والصديق أحمد العجلان من أحد المنابر الإعلامية المسموعة من قبل أحد ملاكها والذي عرفته رجلاً متزناً وملتزماً ومسؤولاً، ولا يمكن أن يطغى الميول أو الانتماء على سير حياته العملية سواء الشخصية أو الرسمية (هكذا عرفته)، إلا أن توصيته أو قبول الطلب وتنفيذه كان أكبر المفاجآت لي، فما عرفته ومن باب المهنية الإعلامية أن أي موضوع يتم الاعتذار عنه أو نفيه من خلال ذلك المنبر الذي تم التجاوز من خلاله، ولكن أن يجبر شخص على الاعتذار أو المغادرة نظرا لأنه مارس النقد من خلال منبر آخر فأعتقد أنه أمر غير مقبول بل محير، وعجبي وذهولي أنها توصية من خارج المنظومة الإعلامية وهنا يُعدُّ أن النقد الذي مارسه الزميل أحمد من خلال مطبوعة الجميع كان واقعياً وصحيحاً ويهدف إلى مصلحة ما تم نقده، وما يؤكد صحته هو عدم الرد من خلال نفس المطبوعة وهو الحق الممنوح للكل، وهذا هو المبدأ الذي يسير عليه الرجل الأول في الملحق الرياضي، ثم إننا ندرك أنه مهما كان فكرامة الإِنسان فوق أي اعتبارات أخرى، فلا يمكن أن يطلب من رجل أن يعتذر من دون أي سبب مقنع ومن خلال منبر مختلف.
وهنا أذكر فقط لمن غفل وادعى المثالية أن (قطع الرقاب ولا قطع الأرزاق)، ورغم ما تم نفيه وتأكيد كل طرف وحلفه بالله أنه لم يطلب الإقصاء أو الاعتذار، وأنا هنا لا أزكي أحداً على الله، إلا أن معرفتي وعلاقتي بزميلي أبو مشاري وقربي منه أؤكد كل ما حدث رغم محاولة بعض منسوبي الإذاعة المجاملة وإرضاء مسؤوليها بنفي طلب الاعتذار، ورغم أنني أكن كل التقدير والاحترام لجميع الأطراف إلا أن المبادئ والقيم هي ما تبقى بغض النظر عن أي شيء آخر، وما تعلمناه من آبائنا وأجدادنا (عز نفسك تلقاها) والحمد لله من قبل ومن بعد.
يخلف الله على كرة قدم هذا اتحادها!!
ندرك تماماً أن أي عمل لا بد أن يشوبه بعض المشاكل والاختلافات والخلافات خاصة في وجهات النظر أو الأخطاء غير المقصودة، وأحياناً تصل إلى اجتهادات غير موفقة ولكن أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه بين أعضاء الاتحاد الواحد من اتهامات ونعت بأسوأ الألفاظ وتجاوزات ونشر غسيل في سابقة غير معهودة. ولقد انتقدت هذا الاتحاد ولجانه والأمانة العامة منذ بدايته رغم محاولة البعض تمرير أشياء وتمجيد بعض اللجان ورغم ما حدث من بعض أعضائه واتهامهم فلا بعد اتهام أحدهم بأنه يتطلع إلى منافسة شريفة وتهمة أحد أعضائه بعدم النزاهة والآخر اتهم أعضاء الاتحاد بعدة اتهامات والمنتخب في مهمة خارجية، ولكن ما حدث في هذا الأسبوع بين الأمين العام ورئيس اللجنة المستقيل يؤكد أن نظرتنا وانتقادنا كان صحيحاً وصائباً، والآن يجب أن يدرك الجميع أن جميع ما يحدث للأندية من مشاكل وتجاوزات ومطالبات يُعدُّ أمراً طبيعياً في ظل وجود هذا الاتحاد المسؤول عن اللعبة والذي لم ينهض ولم يحل مشاكله ومشاكل أعضائه وتناحرهم والحرب الضروس التي بينهم والنتيجة واحدة (لم ينجح أحد)، ومؤسف أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه بين أبناء البلد الواحد في اتحاد منتخب وبعيد كل البعد عن أي تدخلات حكومية، ومع ذلك لم يستطع مسيروه أن ينهضوا به أو يكسبوا من خلال عملهم احترام أي من الأطراف لأنهم ببساطة لم يجعلوا مبدأ الاحترام بينهم حتى ولو اختلفوا، واليوم لا أرى أي بصيص أمل في هذا الاتحاد الضعيف وأكبر دليل هو ما تحدث به رئيسه تعليقاً على الأحداث الأخيرة عندما قال حرفياً: (ليس لديّ تعليق على ما حدث بين الربيش والخميس)!.. إذاً من له تعليق يا سعادة الرئيس؟ وهنا أقول لا تنتظروا أي تطور أو تميز، فكرة هذا اتحادها يخلف الله عليها.
نقاط للتأمل:
- طلب المسؤول الاعتذار أو الإبعاد أمراً مستغرباً من الجميع، فالمنابر الإعلامية الحرة لا تقبل الوصاية من أحد حتى لو كان من القريبين وهنا يجب أن نتوقف ونسأل في أي قرن نحن نعيش؟
- أحترم أشخاصا كثرا في ذلك المنبر ولم أتوقع أن تصل شهادتهم وحلفهم بالله إلى هذه الدرجة من المحاباة والخضوع، ويجب أن يتذكروا جميعاً أن الخضوع لغير الله مذلة ثم إن الله سبحانه قال {وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ} للتذكير فقط.
- اتحاد ضعيف ومشتت وأصحابه ليسوا على قلب واحد ماذا ترجون من الأندية واللعبة بصفة عامة والمتضرر الأكبر المنتخبات وسمعة الرياضة السعودية فإلى متى ونحن ننتظر التطور والعمل المميز؟ الله وحده أعلم.
- أمانة اتحاد لم تستطع أن تترجم خطابا من اتحاد القارة وجعلوا الـ 6 مباريات 6 أشهر ناهيك عن ضعفه وهوانه أمام الأندية الجماهيرية والبعيدة كل البعد عن مشاكل اللعبة، وقد تكون دورة الخليج الماضية أكبر دليل لولا التدخل السريع لكانت فضيحة لا ترحم.
- من أراد أن يتأكد من ضياع اتحاد كرة القدم فلينظر كيف التعاطي والتعامل مع المنتخب الأول، فلا استراتيجية في التعاقد مع المدربين ولا توفيق في اختيار اللاعبين ناهيك عن التدخلات التي اعترف بها اللاعبون المختارون أنفسهم فماذا ننتظر بعد ذلك؟.
- أكبر صفقات الأندية للفترة الصيفية أبرمتها أندية تعج إداراتها بمشاكل مالية كبيرة ومديونيات كبيرة، بل بعضها منظور لدى المحكمة الدولية ومع ذلك تقوم اللجنة الموقرة بإعطائها الضوء الأخضر للتسجيل، نعم إنه عمل مميز.
- اللاعب القضية أشغلونا فيه رغم أنني أرى أنه لاعب أقل من عادي، ومع ذلك لا يوجد برنامج أو حديث إلا ويتم التطرق لقضيته. لكن الغريب أن رئيس اللجنة يحمل والد اللاعب المسؤولية رغم أن المسؤول عن اللاعب مدير أعماله، إنه الجهل بعينه.
- يقول رئيس نادي النصر إنه ليس نادماً على التجديد مع اللاعب الأجنبي المحترف في خط الظهر للفريق، ولكن أقول قد تندم في وقت لا تستطيع استبداله، فقدراته محدودة واستحقاقات الفريق عديدة ومهمة.
- تعاني الفئات السنية في الأندية الكبيرة مشاكل مالية ومديونيات غير مسبوقة خاصة في ناديي النصر والهلال وهذا أمر مؤسف، رغم أن نادي النصر قد حقق بطولة الشباب والناشئين ولكن من يحل مديونياتهم؟.
- انشغل نادي الاتحاد بشعاره الجديد ومعسكره الخارجي ونسيت إدارة النادي مشاكله المالية ووضع مدربه ودراسة عروض الرعاية الوهمية ومتابعة اللاعبين الذين انخرطوا في دوريات الحواري، فمشكلة نادي الاتحاد الحقيقية أنها إدارية بحتة.
خاتمة:
كن عظيماً ودوداً قبل أن تكون عظاماً ودوداً.
وعلى الوعد والعهد في كل جمعة ألتقيكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.