سعد الدوسري
ربما كانت صورة طفل التروايح، التي التقتطها بموافقته في غرة شهر رمضان قبل ثلاثة أعوام، ونشرتها في حسابي على تويتر، هي الصورة الأكثر تأثيراً، ليس على مواقع التواصل الاجتماعي، بل عليَّ أنا شخصياً، ولا يكاد تأثيرها يخف، حتى بعد مرور كل تلك الأيام. وربما أسهم في عمق تأثيرها عليَّ، كون هذا الطفل، الذي لم يعد طفلاً إلا بالنسبة لي، يصر على تقديم دروس الإيمان والمحبة والبساطة والعفوية والابتسامة، لكل مكان يكون فيه.
إن التزام مشبب النابع من داخله وليس من تأثير أحد عليه، جعله يسحب محاليله الغذائية الموصولة ببطنه وذراعه معه إلى المسجد لكي يؤدي صلواته، دون أن يقصد أن يكون ملهماً لكل تلك الألوف من الشباب والشابات، ليلتزموا مثل التزامه، خاصة أنهم لا يعانون من مرض خطير كالذي يعانيه. وهذا هو أجمل ما في القصة، فأنا لم أكن أتوقّع أن تُحدث الصورة كل هذا الصدى المحلي والعربي والإسلامي، وهو لم يعرف حجم التأثير الذي تركته صورته لدى الناس. وربما لو أننا كنا نخطط لتأسيس عمل يحثُّ الشباب على الالتزام بالصلاة، لما نجحنا في الوصول ولو لجزء بسيط من جمهور هذه الصورة. وهذا قد يعزّز دعوات الكثير من المختصين في مجال الإنتاج، بالاحتكام للعفوية عند الإعداد لعمل ما، وعدم الإغراق في القصدية والافتعالية، ويؤكّد هذا الدعوات، نجاح معظم الأعمال التلقائية الصادقة، وفشل العديد من الأعمال المفتعلة التي تُدفع لها مبالغ خيالية.